إحصائيات

زوار المحفظة

الاثنين، 20 فبراير 2023

المسألة الزنبورية

المسألة الزنبورية
هي المسألة التي يمكن أن نقول:هي التي قتلت سيبويه
من المناظرات التي اشتهرت بين البصريين والكوفيين المسألة الزنبورية.
كانت حيلة من الكوفيين وعلى رأسهم الكسائي للإيقاع بالبصريين وعلى رأسهم سيبويه.
وكانت المؤامرة بعلم السلطة الحاكمة وتحت إشراف البرامكة يتقدمهم يحيى بن خالد البرمكي وزير هارون الرشيد.
أول خيوط المؤامرة هي استدراج سيبويه للحضور وحده.
ثاني الخيوط هو أن يحضر سيبويه أولا فلما حضر ضايقه  تلميذا الكسائي وهما الفرّاء والأحمر قبل بدء المناظرة فسألاه وخطّآه وأساءا له في القول.
فاجابهما سيبويه: لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما الكسائي.
امتلأ المكان بالحاضرين وحضر الكسائي وابتدر سيبويه قائلا له:أتسألني أو أسألك؟قال سيبويه: سل أنت،فقال الكسائي:هل يقال: كنت أظن أنّ العقرب أشُّد لسعة من الزنبور فإذا هو هي أو يقال فإذا هي إياها؟ 
قال سيبويه: فإذا هو هي ولا يجوز النصب،وطلب من الكسائي أمثلة من كلام العرب عن ذلك،فقال الكسائي:خرجتُ فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ، فقال سيبويه: القائم بالرفع ولا يجوز النصب،فقال الكسائي: العرب ترفع ذلك وتنصبه.
اشتدّ الخلاف بين الرجلين وطال،فقال يحيى: قد اختلفتما وأنتما رئيسا مدرستيكما فمن يحكم بينكما؟ فقال الكسائي:هؤلاء العرب ببابك وفدت عليك من كل ناحية،وقد قنع بهم أهل المصريْن (أهل البصرة وأهل الكوفة) يحضرون ويسألون، فقال يحيى قد أنصفت،واستدعاهم،فوافقوا رأي الكسائي .
وكان هؤلاء العرب قد أحضرهم الكسائي ليشهدوا معه وكان هذا الخيط الثالث من المؤامرة.
قال الكسائي لسيبويه،وقال له:هل سمعت أيها الرجل!؟ فسكت سيبويه وكانت الصدمة التي أهلكته،فقال الكسائي ليحيى: أصلح الله الوزير، إنه قدم إليك طامعا في عطاياك فإن أردت فلا ترده خائبا،فأشفق عليه الوزير وجبر خاطره بعشرة آلاف درهم، فخرج واتجه إلى فارس ولم يعد إلى البصرة حتى مات حزنا وغما.
ملاحظات:
1- كان الحق مع سيبويه وكانت الغلبة للكسائي لأنه كان من المقربين في القصر.
2- فإذا هو هي معناه فإذا الزنبور مثلها وهي خبر للمبتدأ هو لذلك أفتى سيبوية بأنه في محل رفع بخلاف إياها ضمير النصب.
3- الشهود لم يشهدوا بالحق إما لأن الكسائي رشاهم أو شهدوا معه محاباة للسلطة.
4- في القرآن الكريم ثلاث آيات تشتمل على (فإذا هو) وكلها الخبر فيها مرفوع منها قوله تعالى:﴿خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن نُّطۡفَةࣲ فَإِذَا هُوَ خَصِیمࣱ مُّبِینࣱ﴾ [النحل ٤]
5-سميت هذه المناظرة المسألة الزنبورية لورود الزنبور في مثالها والزنبور حشرة تشبه النحل (في الصورة)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا