أنواع التشبيه غير التمثيلي 1-العلماء كمصابيح الدجى في هداية الناس. (تشبيه تام أي مرسل ومفصل) 2-العلماء مصابيح الدجى في هداية الناس. (تشبيه غير تام وهو مؤكد ومفصل) 3-العلماء كمصابيح الدجى.  (تشبيه غير تام وهو مرسل ومجمل) 4-العلماء مصابيح الدجى.  (تشبيه غير تام وهو مؤكد ومجمل أي بليغ)

في فيديوهات كثيرا لاحظت أن أساتذة يبتدعون عن حسن نية طرقا لتسهيل المفاهيم ولكن هذه القوانين الوليدة الاجتهاد لا تخدم التلميذ. من بين هذه القوانين ما مفاده أنه إذا وجدنا المجاز في فعل نحكم على الاستعارة بأنها مكنية مثل:ابتسم الصبح. هذا صحيح نسبيا،ولكن ماذا لو كانت الجملة اسمية وكان المجاز في الخبر المشتق مثل:الصبح مبتسم،ساعتها أتوقع ألا أحد من متابعيك يا أستاذ يكتشف هذه الاستعارة.

يقلب كفيه من الكنايات الجميلة ما ورد في هذه الآية: قال تعالى:{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي  أَحَدًا} الكهف:42 يقلب كفيه: كناية عن الندم والتحسر أي يقلب كفيه ظهرا لبطن،أسفا وحزنا على ماله وجهده الضائعين.

والدك مثل البحر  هذا تشبيه غير تام لعدم وجود وجه الشبه: -والد:مشبه  -مثل:أداة التشبيه -بحر:مشبه به  -المشبه والمشبه به ركنان أساسيان في التشبيه لا يمكن الاستغناء عن أحدهما لذلك سميا طرفي التشبيه. -الأداة ووجه الشبه يمكن حذف أحدهما أو كليهما. هذا تشبيه غير تام حذف منه وجه الشبه وذكرت فيه الأداة  فهو تشبيه مرسل ومجمل.

والدك مثل البحر في الكرم هذا تشبيه تام لوجود أركان التشبيه الأربعة: -والد:مشبه  -مثل:أداة التشبيه -البحر:مشبه به  -الكرم:وجه الشبه -المشبه والمشبه به ركنان أساسيان في التشبيه لا يمكن الاستغناء عن أحدهما لذلك سميا طرفي التشبيه. -الأداة ووجه الشبه يمكن حذف أحدهما أو كليهما. هذا تشبيه ذكرت كل أركانه فهو مرسل ومفصل ويسمى أيضا تاما.

والدك بحر  هذا تشبيه غير تام لعدم وجود أداة التشبيه ووجه الشبه: والد:مشبه  -بحر:مشبه به -المشبه والمشبه به ركنان أساسيان في التشبيه لا يمكن الاستغناء عن أحدهما لذلك سميا طرفي التشبيه. -الأداة ووجه الشبه يمكن حذف أحدهما أو كليهما. هذا تشبيه حذفت أداته فهو مؤكد وحذف منه وجه الشبه فهو مجمل. - هذا التشبيه يسمى بليغا وهو مؤكد ومجمل.

والدك بحر في الكرم هذا تشبيه غير تام لعدم وجود أداة التشبيه: والد:مشبه  -بحر:مشبه به  -الكرم:وجه الشبه -المشبه والمشبه به ركنان أساسيان في التشبيه لا يمكن الاستغناء عن أحدهما لذلك سميا طرفي التشبيه. -الأداة ووجه الشبه يمكن حذف أحدهما أو كليهما. هذا تشبيه حذفت أداته فهو مؤكد وذكر فيه وجه الشبه فهو مفصل. - هذا التشبيه ليس تاما لأنه مؤكد ومفصل.

  أرتني القمرين من الاستعارات الجميلة ما ورد في قول المتنبي: واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السَّماءِ بوجهها                  فأرَتْني القَمَرَينِ فِي وَقْتٍ مَعَا استقبلت القمر بوجهها:نظرت إلى القمر بوجهها وهو قمر أيضاً،أي قمر نظر إلى قمر. -أرتني قمرين معاً:أحدهما قمر السماء والثاني وجهها. وقيل:أراد بالقمرين الشمس والقمر فكأنه يقول:أرتني الشمس والقمر معاً في وجه واحد وشبه وجهها بالقمر والشمس للمبالغة.

هو الليث عاديا فإذا جد الجد فهو الليث عاديا. هنا صورتان بیانیتان -مجاز عقلي بسبب إسناد الفعل إلى مصدره (الجد) والعلاقة مصدرية. -وتشبيه مؤكد ومفصل هو مؤكد بسبب حذف الأداة -وهو مفصل لوجود وجه الشبه -وجه الشبه مذكور هو عاديا أي معتديا والأسد لا يجدّ إلا في حالة الصيد. ملاحظة:  أنصحكم بعدم تقديم المجاز العقلي حتى يتحكم التلاميذ جيدا في فهم المجاز المرسل.

أصبح العالم قرية صغيرة. إذا كان المشبّه به موصوفا فليس بالضرورة أن تكون الصفة هي وجه الشبه،فماذا نفعل؟ وجه الشبه هو صفة مشتركة موجودة في الطرفين ولكنها في المشبه به أقوى وأوضح. القرية صغيرة فهل العالم صغير؟ طبعا لا، وإنما المقصود هو سهولة التواصل بين سكّان العالم كسهولته بين سكان القرية. العالم شبّه بقرية صغيرة وليس بقرية. نقول:هذا تشبيه بليغ.

من يخطب الحسناء لم يغلها المهر   قال أبو فراس الحمداني:     تَهُونُ عَلَيْنَا فِي المَعالي نُفُوسُنَا              ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر -الشطر الثاني مثل عربي يضرب لم يدفع الغالي من أجل شيء غال. هذا المثل استعمل هنا استعارة تمثيلية حيث شبه الشاعر حال من يطمح إلى هدف سام بحال من يخطب امرأة حسناء. مثلما من يسعى للعلا وتهون عليه نفسه فيضحي بها لتحقيق مطمحه فكذلك الذي تعجبه امرأة حسناء يهون عليه المهر ولو كان مرتفعا. وهكذا شأن كل مثل يوظف لتشبيه حالة بالحالة التي قيل فيها المثل أول مرة أي تشبيه المضرب بالمورد.

بسطهم حرير وبسطهم تراب من الكنايات الجميلة ما ذكره المتنبي في وصفه لوقيعة سيف الدولة ببني كلاب. فَمَسَّاهُمْ وَبُسْطُهُمُ حَرِيرٌ...وَصَبِّحَهُمْ وَبسْطُهُمُ تُرَابُ  وَمَنْ فِي كَفَه مِنْهُمْ قَنَاةٌ...كمَنْ فِي كَفَّهُ مِنهُمْ خضابُ -بسطهم حرير:كناية عن حياة الترف والنعيم والعز. -بسطهم تراب:كناية عن الشقاء والمذلة. -من في كفّه قناة:كناية عن الرجل لأنه يستعمل الرمح في الحرب -من في كفه منهم خضاب كناية عن المرأة لأنها هي من تضع الحناء في كفها. في هذا البيت وصف لما فعله سيف الدولة في هذا الهجوم من قتل للرجال والنساء على السواء.

يجري النهر محاذيا المدينة. هنا لم يسند الفعل يجري إلى فاعله الحقيقي (الماء) وإنما أسند إلى فاعل مجازي هو (النهر) لأن النهر لا يجري ولكنه مكان الجريان، فنحن أسندنا الفعل إلى مكان حدوثه لا إلى فاعله الحقيقي،فهذا مجاز عقلي علاقته المكانية.  

تركيب جملة فيها استعارة 1-لاحظوا الجملة:أنت قمر.(هذا تشبيه بليغ) 2-سأحذف المشبه فأقول:اقعد هنا يا قمر.(هذه استعارة تصريحية لأني ذكرت المشبه به فقط مع قرينة تدل على المشبه هي اقعد فالقعود خاص بالإنسان) 3-سأحذف المشبه به فأقول:وجهك منير.(هذه استعارة مكنية لأني ذكرت المشبه فقط مع القرينة منير)

كلانا ناظر وحده بدرا قال شاعر: وَقَدْ نَظَرَتْ بَدْرَّ الدُّجَى وَرَأَيْتُهَا                  فَكَانَ كِلانَا نَاظِرًا وَحْدَهُ بَدْرَا توضيح :كلمة بدر في الشطر الأول تعني البدر الحقيقي (القمر) وكلمة بدر في الشطر الثاني تحتمل معنيين حقيقي ومجازي. البدر الحقيقي هو الذي نظرت إليه المرأة والبدر المجازي هو الذي نظر إليه الشاعر وهو المرأة فكل منهما نظر إلى بدر مختلف. هذه استعارة تصريحية جميلة لأن الشاعر ذكر المشبه به ولم يذكر المشبه.