التطهير والتّطهّر

الكثير من الناس يستدلون بهذه الآية على عدم جواز مس المصحف وهي قوله تعالى:"اِنَّهُۥ لَقُرْءَانٞ كَرِيمٞ (80) فِے كِتَٰبٖ مَّكْنُونٖ (81) لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا اَ۬لْمُطَهَّرُونَۖ (82).الواقعة
إذا كان المطهرون هم الملائكة كما تقول كتب التفسير وكانت الهاء في يمسه تعود على الكتاب المكنون الذي في السماء فلماذا الاستدلال بهذه الآية على حرمة مس المصحف الذي بين أيدينا؟ هذا السؤال يجيب عنه المتخصصون الملمون بعلم النحو وأسرار البلاغة.
أما إذا كان الضمير يعود على القرآن فاستدلالهم صحيح.
سبب هذا التساؤل هو أن النحويين يقولون: الضمير يعود على أقرب اسم إليه وهو في الآية كتاب لا قرآن.
الفرق بين التطهير والتّطًهر في القرآن الكريم هو أن الأول من الله والثاني من الإنسان.
قال تعالى:﴿وَلَهُمۡ فِیهَاۤ أَزۡوَ ٰ⁠جࣱ مُّطَهَّرَةࣱۖ وَهُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ﴾ [البقرة ٢٥].
من طهر هؤلاء الأزواج؟أليس هو الله تعالى؟
وقال أيضا:﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَىٰۤ إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَرَافِعُكَ إِلَیَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟﴾ [آل عمران ٥٥]
من طهّر المسيح من سوء مجاورة الكفار؟أليس هو الله تعالى؟
وقال في سورة عبس:فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ (12) فِے صُحُفٖ مُّكَرَّمَةٖ (13) مَّرْفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۢ (14) بِأَيْدِے سَفَرَةٖ (15) كِرَامِۢ بَرَرَةٖۖ (16).
من طهّر هذه الصحف؟أليس هو الله تعالى؟
أليس السفر الكرام هم الملائكة؟
لعلكم قد لاحظتم أن مطهَّر اسم مفعول أما المؤمنون فوصفهم الله باستعمال اسم الفاعل (المطّهِرون) وقد أدغمت تاؤه في طائه لأن الأصل هو المتطهَِرون.
قال تعالى:﴿وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِینَ﴾ [التوبة ١٠٨].
والمطَهرون هم المؤمنون.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إعراب أي الشرطية

أعرب:لأستسهلنّ الصّعب أو أدرك المنى.... فما انقادت الآمال إلا لصابر

ما الفرق بين ذا و ذو وذي ومتى نستعمل هذه أو تلك؟