وزوجناهم بحور عين

حور عين 
قرأت منشورا لإحدى الأخوات كتبت فيه ما يلي: تزوجوا الحسناوات فقد لا ترون الحور العين أبدا. 
فهمت من منشورها أنها تقصد أنهم لن يتزوجوا الحور العين في الجنة. 
لم يرد في القرآن الكريم نص قطعي الدلالة على أن المؤمن يتزوج الحور العين في الجنة. 
الدليل هو اختلافةالمفسرين: 
- منهم من قال بأن المؤمنين يتزوج بالحور العين كزواجنا في الدنيا. 
- ‏ومنهم من قال بأن الحور العين من النساء. 
- ‏ومنهم من قال أن زوجناهم بمعنى قرنّاهم أي جعلناهما اثنين اثنين،كما نحن نزوج كل تلميذ بزميل له عند الجلوس ويمكن أن نثلّثهم أو نربّعهم أو نخمّسهم كما نفعل عند إطعام المدعوين للوليمة. 
أنا مع الرأي الثالث لأن العرب كانوا إذا أرادوا عقد الزواج لم يستعملوا الباء مع الفعل زوًج فيقولون: زوّجنا فلانا فلانة، وبذلك نزل القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَىٰ زَیۡدࣱ مِّنۡهَا وَطَرࣰا زَوَّجۡنَـٰكَهَا..﴾ 
لاحظوا دخول الفعل على المفعولين مباشرة (زوّجناكها) وليس (زوّجناك بها أو زوّجناها بك). 
أما مسألة الزواج بالحور العين فقد وردت مرتين باستعمال الباء. 
- ﴿كَذَ ٰ⁠لِكَ وَزَوَّجۡنَـٰهُم بِحُورٍ عِینࣲ﴾
- ‏﴿مُتَّكِـِٔینَ عَلَىٰ سُرُرࣲ مَّصۡفُوفَةࣲۖ وَزَوَّجۡنَـٰهُم بِحُورٍ عِینࣲ﴾
لاحظوا أن سياق الآية الثانية يفيد أن الإقران بالحور العين كان في الاتّكاء. 
والخلاصة هي أننا نتفق على الإيمان بالحور العين وقد نختلف في مفهوم التزويج بهنّ وهذا من باب علم لا ينفعنا وجهل لا يضرنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إعراب أي الشرطية

أعرب:لأستسهلنّ الصّعب أو أدرك المنى.... فما انقادت الآمال إلا لصابر

ما الفرق بين ذا و ذو وذي ومتى نستعمل هذه أو تلك؟