هذا الرجل ليله قائم ونهاره صائم
منكم السؤال
يا أستاذ،أنا كثيرا ما أقف حائرا أمام جملة لا أدري هل هي استعارة أو مجاز عقلي.
خذ هذا المثال:هذا الرجل ليله قائم ونهاره صائم.
فهل شبه الليل بإنسان يصوم أو أسند القيام لغير فاعله؟
ومنا الجواب
اعلم أولا أن الاستعارة من المجاز اللغوي وهي تكون في اللفظ لا الجملة بخلاف المجاز العقلي فهو يكون في الجملة لأن أساسه الإسناد.
هل كلمة الليل مقصودة لذاتها أو قصد بها بمعنى آخر؟ بالطبع هي مقصودة لذاتها.
نفس السؤال بالنسبة لكلمة قائم.بالطبع هي مقصودة لذاتها.
مادام المجاز هنا لا علاقة له باللغة فهو ليس استعارة.وليس معقولا أن ندعي أن الليل مشبه بإنسان فلا يوجد وجه شبه بينهما.
أين المشكل إذا؟
في قولنا:ليله قائم لم نسند القيام إلى صاحبه الحقيقي وهو الرجل بل أسندناه إلى الزمن الذي وقع فيه القيام وهو الليل.والقرينة هنا حالية بحيث أن الليل لا يقوم عقلا وعادة.
نقول هنا:إسناد القيام إلى الليل ليس حقيقيا بل هو مجازي وهذا هو الذي نسميه مجازا عقليا.
وأركان المجاز العقلي هي:
- الإسناد المجازي
- القرينة وتكون لفظية أو حالية
- والعلاقة
- وسر البلاغة
وفي جملة ليله قائم ونهاره صائم مجازان عقليان علاقتهما الزمانية والقرينة حالية وسر بلاغتهما الاختصار.
وإذا أردنا الإسناد الحقيقي تكون الجملة طويلة فنقول:
هذا الرجل يقوم في الليل ويصوم في النهار.
وأنا ارى أن نسبة المجاز العقلي إلى علم المعاني أقرب منها إلى علم البيان لأن الإسناد من مواضيع علم المعاني والله أعلم.
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.