شتان القديم والحديث

ما يصلني من صور بيانية مزعومة متعب للأفهام.
علموا البلاغة منكتب القدماء لا المحدثين الذين يخاطبوننا بلغة مشفرة لا يفهمها إلا أصحابها.
نريدها مثل بيت امرئ القيس هذا:
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
وصف الشاعر امرؤ القيس خروجه للصيد باكرا (أغتدي من الغدو) ويدلل على ذلك بأن الطير المشهورة بالبكور ما زالت في وكناتها (بيوتها التي في الجبل أو الجدار) وهو راكب فرسه الطويل والضخم (الهيكل) ذا الشعر القصير (منجرد) السريع الذي يلحق بالوحوش النافرة (الأوابد) فيقيد حركتها.
في قوله:والطير في وكناتها كناية عن البكور وهي أعطتنا حقيقة (البكور) والدليل على صحتها (الطير في وكناتها).
وجملة هذه الكناية جملة اسمية حالية مرتبطة بالواو.
وتنبغي الإشارة إلى أن الوكن يختلف عن العش لأن العش هو كل بيت يبنيه الطائر ويتعب عليه.
وأخير أدعوكم إلى تصور الصورة التي رسمها الشاعر ببيته وأبدع فيها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إعراب أي الشرطية

أعرب:لأستسهلنّ الصّعب أو أدرك المنى.... فما انقادت الآمال إلا لصابر

ما الفرق بين ذا و ذو وذي ومتى نستعمل هذه أو تلك؟