ورطتان في ترسيم

حكى لي أحد الأصدقاء والعهدة عليه قصة بطلها أستاذ أدب عربي في الثانوية.

في حصة قدمها الأستاذ أمام لجنة التثبيت وقع الأستاذ في ورطة بخصوص تقطيع بيت عروضيا.

البيت نسيته ولكني ما زلت أتذكر الموقفين اللذين ورطا الأستاذ.

بحثت في الأنترنت عن بيت يشبه البيت المنسي فوجدت هذا للشاعر الفلسطيني سميح القاسم: غنّيت مرتجلاً على هذي الربابة، ألف عام

أكتبه عروضيا:

غننيت مرتجلن عل هاذ رربابة ألف عام

وأضع الرموز:

/0/0//0///0 //0/0/0//0///0//00

وأميز بين الأسباب والأوتاد:

س س و س س و س س و س س و

وأحدد التفعيلات:

مستفعلن متفاعلن مستفعلن متفاعلانْ

إلى حد اللحظة الأستاذ على صواب وبقي له معرفة البحر فلم يهتد له بسبب مشكلتين:

الأولى هي وجود ساكنين في آخر السطر

الثانية هي وجود تفعيلتين لا تجتمعان إلا في هذا البحر هما مستفعلن ومتفاعلن.

قام الأستاذ بحركة غريبة وهو يظن أن لم يره أحد فمسح الساكن الأخير ظانا أنه زائد.ولكنه احتار هل البحر هو الرجز أو الكامل فقال للتلاميذ:هذا البيت من بحر الرجز المتكامل أو من الكامل المرتجز.

وكان هذا الموقف المحرج سبب تأجيل الأستاذ   

وقال له الأستاذ العضو في اللجنة:لو أجلت الجواب إلى حصة أخرى بعد إجراء بحث وتدقيق أفضل لك ولهم من منحهم معلومة خاطئة.

ولو فعلت هذا لنجحت.

تعليق:

1-بالنسبة للساكن الثاني هو ليس زائدا بل هو من الجوازات الشعرية حيث أضاف الشاعر ساكنا في آخر تفعيلة تنتهي بوتد وهذا اسمه التذييل وهو من العلل.

2-بالنسبة للبحر نلاحظ وجود مستفعلن تفعيلة الرجز ومتفاعلن تفعيلة الكامل وكلاهما يتكرر ثلاث مرات في كل شطر.

 ماذا نفعل إذا وجدناهما معا في البيت؟

 ‏الجواب هو أنه إذا وجدنا تفعيلات البيت هي مستفعلن وإحداها متفاعلن نحكم على البيت بأنه من الكامل أما مستفعلن التي في السطر نقول عنها:هي تفعيلة مضمرة بسبب تسكين ثانيها المتحرك فأصلها متفاعلن سكنت التاء وتحولت متْفاعلن إلى مستفعلن.

 ‏بتلنسبة لي كنت أحتفظ بالتفعيلة التي يحدث فيها تغيير على أن أشير إلى هذا التغيير بالشكل.

 ‏