هل للنحو علاقة بالفقه؟

روي أن القاضي أبا يوسف قال عن الكسائي: إنما يحسن شيئا من كلام العرب.ولما التقيا عند الرشيد سأله الكسائي:ماذا تقول في رجل قال لامرأته:أنت طالق طالق طالق؟ أجابه:هي طلقة واحدة،ثم سأله:فإن قال لها:أنت طالق أو طالق أو طالق؟ أجابه:واحدة،ثم سأله:فإن قال لها:أنت طالق ثم طالق ثم طالق؟ أجابه:واحدة؛ قال:فإن قال لها: أنت طالق وطالق وطالق؟ أجابه: واحدة؛قال الكسائي:يا أمير المؤمنين؛أخطأ القاضي في اثنتين وأصاب في اثنتين.

أراد الكساء أن يبرهن للقاضي أبي يوسف أن القضاء الذي هو تخصصه لا يستقيم أمره إلا بالنحو.

- قوله:أنت طالق طالق طالق فواحدة، لأن الاثنتين الباقيتين تأكيد للأولى.

-وقوله:أنت طالق أو طالق أو طالق فهذا شك،فحُسبت الأولى التي تيقّنت.

-وقوله:أنت طالق ثم طالق ثم طالق فثلاث لأنه عطف نسق،وكذلك طالق وطالق وطالق.

هذا الأسلوب كرره الكسائي مع أبي يوسف في مناظراته له حتى جعل أبا يوسف يمدح العربية والنحو لمّا تبيّن له ارتباط النحو بالفقه.