الفرح والسرور
في اللغة العربية،يحمل كل من "الفرح" و"السرور" معنى السعادة والبهجة،إلا أنهما يختلفان في دلالات دقيقة تتعلق بعمق الشعور ومصدره ومدته،فبينما قد يصف أحدهما شعوراً ظاهراً ومؤقتاً، يشير الآخر إلى حالة من الرضا والبهجة الداخلية الأكثر استقراراً.
الفرح هو لذة القلب الظاهرة ويُعرَّف الفرح بأنه "لذة في القلب لنيل المشتهى"،وهو شعور يرتبط غالباً بأسباب خارجية وملموسة، كتحقيق نجاح، أو الحصول على منفعة مادية، أو حضور مناسبة سعيدة كالزفاف الذي يسمى "فَرَحاً".
يتميز الفرح بكونه شعوراً قوياً قد يظهر على ملامح الوجه وتصرفات الجسد.
وقد يحمل الفرح في بعض سياقاته معنى يتجاوز السعادة المحمودة إلى البَطَر،وهو الفرح الذي يصحبه شيء من الغرور أو التباهي بالنعمة. ويتجلى هذا المعنى في قوله تعالى في سورة القصص: "إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ".
أما السرور فهو طمأنينة النفس الداخلية وهو شعور أعمق وأكثر هدوءاً واستقراراً. يُوصف بأنه "انشراح الصدر بلذة فيها طمأنينة". ارتبط أصل الكلمة بـ "السر"، مما يوحي بأنه شعور داخلي قد لا يكون ظاهراً بنفس درجة الفرح. السرور هو حالة من الرضا والبهجة الصافية التي تنبع من الداخل، وقد لا تكون مرتبطة بالضرورة بمكاسب مادية أو أحداث خارجية.
لهذا السبب، غالباً ما يُستخدم لفظ "السرور" في القرآن الكريم لوصف نعيم أهل الجنة، لأنه يمثل حالة من السعادة الدائمة والخالصة من أي شائبة، كما في قوله تعالى: "فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا".
باختصار، يمكن القول:إن كل سرور هو فرح، ولكن ليس كل فرح بالضرورة سروراً. الفرح هو التعبير الأكثر مباشرة وعفوية عن السعادة، بينما يمثل السرور درجة أرقى وأصفى من البهجة التي تستقر في النفس وتمنحها طمأنينة دائمة.
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.