البغاء

البغاء

قال تعالى:" وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ".النور33

وقال أيضا:"قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً".مريم20

وقال كذلك:" يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً ".مريم28

ما هو البغاء الذي نهى عنه الله ونفته مريم عليها السلام ونفاه ربها عن أمها؟

البغاء هو ممارسة الزنى مقابل المال أو بتعبير أدق اتّخاذ الزنى حرفة وكان هذا السلوك شائعا لدى الجواري قبل الإسلام حيث كان من يملك أمة يجبرها على البغاء ليأخذ منها ضريبة مما اكتسبته.

أما في عصرنا الحالي فقد تعددت أسباب البغاء فمنها الاقتصادية ومنها الاجتماعية ومنها النفسية.

كان البغاء مستنكر لدى النساء الحرائر وقصة هند بنت رضي الله عنها معروفة لما بايعت رسول الله عليه الصلاة قالت مستغربة:"أو تزني الحرة يا رسول الله وتسرق؟" ردا على قوله للمبايعات:"ولا يسرقن ولا يزنين".

حرّم الإسلام البغاء وهو ممنوع في دول قانونا ومباح في دول أخرى تتغنى كثيرا بحرصها على منح المرأة حريتها وحقوقها.

يزعم بعض الجهلة أن الإسلام أجاز البغاء الذي ليس فيه إكراه لأن تحريمه قيّد بشرط عدم الإكراه وليس هذا فقط بل يقولون:إن الله يغفر لمن يسمح لجاريته بالبغاء وهذا جهل ما بعده جهل لأن المغفرة المذكورة هي للجارية التي تتوب لا لسيدها.

وهناك مسألة قد تغيب على هؤلاء أو يتعمّدون تغييبها وهي أن الإسلام حرّم الزنى فكيف يبيح البغاء وأضرار هذا هي أضرار ذاك منها اختلاط الأنساب وانتشار الأمراض.

والخلاصة هي أن تحريم إكراه الجارية على البغاء لا يفهم منه إباحة البغاء لها إن لم تكن مكرهة فالشرط المذكور (إن أردن تحصّنا) ذكر لأنه كان الغالب في ذلك الوقت فإرادة التحصّن (الزواج) مطلب كل فتاة في الأصل ولا يوجد فتاة عاقلة لا تحب الستر والعفاف.