إحصائيات

زوار المحفظة

الأحد، 15 مايو 2022

إلام نتحاكم؟

إلام نتحاكم:القرآن الكريم أم قواعد النحو؟
أثيرت الكثير من الشبهات في القرآن الكريم عن وجود أخطاء نحوية فيه.
وكثيرا ما تعرض عليّ أمثلة يتوهم عارضوها بأن فيها مخالفة لقواعد النحو العربي.
من أين أتى هؤلاء بهذه الشبهات؟ المؤكد أنها من غير العرب وهو المستشرقون الذين اطلعوا على قواعد النحو في المؤلفات العربية ولم يهتموا بالقواعد التي تجمع أكثر مما تفرق بل اهتموا بالملاحظات والتعقيبات التي وضعها المؤلفون على الهامش أو على تحت الصفحات وصنعوا منها مادة ليثبتوا بها الأخطاء المزعومة في القرآن.
وللأسف هناك من يدعون الإسلام صدقوا هذه اللعبة ونشروا أفكار المستشرقين فانتشرت بين الناس تماما كما حدث للحديث النبوي حيث لم يهتموا بما ورد في صحيح البخاري ولكن استعملوا نفس ما استعملوه مع النحو فاعتمدوا على ملاحظات العلماء وتعليقاتهم في شروحاتهم للصحيح.
إن المستشرقين مستواهم في النحو هو مستوى التعليم الثانوي فهم لم يخالطوا العرب الأقحاح ولم يتعمقوا في دراسة لهجات القبائل المختلفة لذلك كان منهم ما كان.إنهم أخضعوا القرآن لقواعد اللغة العربية حسب مستواهم المتوسط بدل أن يخضعوها له.
إن علم النحو استقرائي لا عقلي بمعنى أن  العلماء لم يبنوا علم النحو بالاعتماد على عقولهم بل هم استنبطوه من القرآن فهم لاحظوا أن الفاعل دائما مرفوع فقعّدوا له قاعدة وهكذا وما وجدوه مخالفا للقاعدة أرجعوه إلى سبب الحذف أو إلى لهجة أخرى من لهجات العرب
وهذا لا يعني أن لكل قبيلة نحوها الخاص بها والدليل هو نقاط الخلاف الضيقة جدا بينهم في بعض المسائل.وهذا الخلاف لا نبيّنه لمن يريد تعلّم العربية إلا في مجال التخصص الجامعي.ولذلك نشأت مختلف التخصصات الخاصة باللغة كاللسانيات.
ونحن عندما نريد الاستدلال بصحة قاعدة نحوية نستنجد بما ورد في القرآن الكريم بمختلف رواياته الصحيحة وبما ورد في الحديث النبوي الصحيح وما ورد في شعر الشعراء الفحول والحكم والأمثال.
نستنتج من هذا أن القرآن هو الحاكم واللغة هي المحكوم عليها .
وهؤلاء المستشرقون أثبتوا جهلهم باللغة العربية لأنهم اعتمدوا على الملاحظات الهامشية التي اطلعوا عليها في مؤلفات العرب وظنوا أن هؤلاء العلوم تهربوا من هذه الإشكاليات واعتبروا هذا دليلا على أن هذه الإشكاليات تثبت وجود أخطاء في القرآن.
والخلاصة هي أن المستشرقين لم يبحثوا في القرآن ولم يدرسوا مؤلفات العرب بصدق وإنما أخذوا ما فيها من تعليقات على ما يظنه القارىء العادي مخالفة نحوية واعتبروا أنفسهم قد أنجزوا بحثا علميا وخرجوا علينا بهذه الفرية التي سموها أخطاء نحوية في القرآن.
من الآيات المتهمة بوجود أخطاء فيها:
1-  وقالوا  ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا.
التهمة: لماذا جاءت لفظة خالصة مؤنثة، ومحرم مذكرة ؟
2- نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهِ.
3- نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَـٰفِعُ كَثِيرَةٌ.
التهمة: لماذا تذكير الهاء (بطونه) وتأنيثها (بطونها)
4- كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ. 
5- كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ.
التهمة:لماذا الصفة (منقعر) مذكرة مع الموصوف أعجاز والصفة (خاوية) مؤنثة مع نفس الموصوف ؟
6- السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ.
التهمة: مسا سبب تذكير الخبر مع أن المبتدأ مؤنث (السماء) {وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْدٍ}؟
7- إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ . 
التهمة:لماذا رفع الصابئون وهي معطوفة على ما هو في موقع نصب؟
8- إن هذان لساحران .
التهمة:لماذا رفع ساحران بعد إنّ وهي اسمها؟
9-  قال لا ينالُ عهدي الظالمين.
التهمة : ما سبب نصب الظالمين وهي فاعل؟
10- لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا.
التهمة: لماذا نصب المقيمين وقد وردت بعد معطوف عليه مرفوع؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا