أتعجب من قوم ينكرون على المجتمعين في المسجد لتلاوة القرآن جماعة وهم يعرفون الحديث النبوي:(( مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ))
سبب الاختلافات هو الاختلاف في فهم الحديث.
هل المقصود ببيوت الله المساجد أم أي بيت يعبد فيه الله؟
هل المقصود بالتلاوة التلاوة الفردية أم الجماعية؟
الإمام مالك يرى أن القراءة الجماعية مستحبة لما يكون الهدف منها المراجعة أوتعليم أحكام الترتيل والتجويد أو تحفيظ الأولاد القرآن الكريم.
ماذا أفهم من هذا الحديث؟
- بيوت الله هي المساجد وإضافة لفظ الجلالة إليها إضافة تشريف لها وتعظيم لشأنها .
- ولكن بيوت الله لم تذكر حصريا بمعنى أنه لا يوجد مانع في تلاوة القرآن في مكان آخر.
- التلاوة تكون لفظية أو معنوية أو عملية.
- التلاوة اللفظية تكون تناوبية أو جماعية في وقت واحد .
- التناوبية لها حالتان:
1- الأولى تكون بقراءة شخص لآية من القرآن ويعيد الثاني نفس ما قرىء ثم الثالث وهكذا
2- الثانية تكون بقراءة شخص لآية من القرآن ويقرأ الثاني الآية الموالية ثم الثالث وهكذا وقد يقول شخص:هذه القراءة لا تكون لها أجر القراءة الجماعية والجواب هو أن غير القارئين مستمعون والمستمع له أجر القارىء.
3- التلاوة المعنوية تتحقق بالتدارس حيث يتم التطرق لمعاني الآيات.
4- التلاوة العملية هي العمل بما جاء في القرآن الكريم.
ملاحظة:
وجود واو الجماعة في الفعل يتلون يرجح أن تكون التلاوة جماعية بينما صيغة تفاعل في قوله يتدارسونه تدل على التناوب في دراسة القرآن مثله مثل التحاور فلا يعقل أن يتحدث المتحاوران في نفس الوقت بل يتحدث أحدهما ويستمع الآخر وهكذا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.