محفظة الأستاذ خليفة

الذين ينكرون أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم أفقهم ضيق لأنهم يحسبون أن أميته عيب في حقه ونقص في شخصيته. كلا،أميته معجزة في حقه وقد نفى القرآن عنه القراءة والكتابة ووضح أنه لو كان يقرأ ويكتب لارتاب المكذبون،هل القرآن من تأليفه أو لا؟ قال تعالى:﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُوا۟ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَـٰبࣲ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِیَمِینِكَۖ إِذࣰا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ﴾ [العنكبوت ٤٨] وهذا الحديث يؤكد أن رسول الله أمي. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:قال رسول الله:«إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ،لا نَكْتُبُ ولَا نَحْسُبُ،الشَّهْرُ هَكَذَا وهَكَذَا.» قوله:الشَّهرُ هكذا وهكذا يعني أنه مرَّةً تِسعة وعِشرونَ ومرَّة ثلاثونَ حيث أشار عليه الصلاة والسلام أوَّلًا بأصابعِ يَدَيْه العشْرِ جَميعًا ثلاث مرات (قصد 30) وفي المرة الثانية أشار مرَّتينِ وقبَضَ الإبهامَ في الثالثةِ (قصد 29). أيها المفلسون في القرآن والسنة خوضوا في غيرهما واكفونا شر ادعاءاتكم.

لما حشرته في زاوية ضيقة قال لي:كل المسلمين سنة وشيعة يجمعون على أن أبا بكر كان مع رسول الله في الغار،ولكن لماذا؟ قلت له:هات ما في كيسك.قال:رسول الله قابله في طريق هجرته فعرض عليه أن يذهب معه حتى يضمن أنه لا يبلغ عنه مشركي قريش. قلت له:كذبت كذبة ولم تُحكِمها.ألا تعلم أن المشركين وصلوا إلى غار ثور؟ لماذا لم يقل لهم أبو بكر:رسول الله يختبىء هنا معي في الغار؟ بهت الكذاب وقال لي:أنت تجيب على هذا الإشكال. لا أدري هل طلب مني ذلك ليربح وقتا للتفكير في كذبة أخرى أو لأنه عجز. على الإنسان قبل أن يكذب أن يضع لكذبته مخارج مقبولة.

نصيحة للأساتذة المنسقين كلامي ليس موجها للجميع. أنتم مجرد أساتذة لكم أقدمية كلفتم بالتنسيق لتنظيم طريقة العمل وخلق بيئة للتشاور والإشراف على الندوات الداخلية والربط بين المفتش والأساتذة إداريا. لا تفرضوا آراءكم على أستاذ فيما يخص المعلومات التي يقدمها لتلاميذه. دوركم هو التوجيه والنصيحة فلا تفرضوا عليه وجهة نظركم في مسألة إعرابية أو بلاغية أو... تصلني رسائل كثيرة بعد الاختبارات يشتكي أصحابها من ظلم أولادهم في التصحيح وعندما أناقشهم يقولون لي:المنسق (ة) فرض علينا أن نعرب هذه كذا ونعتبر هذه صورة كذا. من الحالات التي وصلتني صورة بيانية هي تشبيه بليغ (سقطت في مستنقع الانحراف) ولكنها اعتبرت استعارة مكنية. والحالة الثانية هي جملة واحدة فيها عطف اعترت ذات سجع وهي ليست كذلك.لاحظوا الصورة،هل ترون سجعا بين التقدم والتعليم؟ السجع نغم موسيقي تعرفه الأذن لا العين،فليس كل حرفين متماثلين يدلان على وجود سجع. أيها المنسقون أنتم تتحملون مسؤولية أي سؤال فيه خلاف أو تكون إجابته خاطئة. عليكم أن تجمعوا كل الأساتذة المعنيين بالمستوى لإعداد الاختبار وتتفقوا على الإجابة وسلم التنقيط،واستبعدوا أي سؤال محل خلاف

الاستعارة المكنية والتشبيه البليغ الإضافيان

هل الموتى يسمعون؟

جرى حوار بين شاب ووالده وتطورت الأمور إلى أن يرفع صوته في حضرة والده. في الصباح ذهب الشاب إلى الجامعة ولما خرج منها هاتف أباه قائلا:هل صحيح أن باطن رجل الإنسان ألين من ظاهرها؟فرد عليه:نعم،فأجابه ابنه: أريد أن أتأكد بنفسي باستعمال شفتي. وصل الشاب إلى المنزل ووجد أباه ينتظره فقال له:والله لن تقبّل قدميّ،فقال له ابنه:كيف عرفت أن الباطن ألين من الظاهر؟ فأجابه:قد كنت أقبل رجليك وأنت صغير،ففاضت عينا الابن بالدموع واستسمح والده وتصالحا.

هناك فرق بين شغلنا عنك الجهاد وشغلنا عنك الأنترنت والرقاد. العذر الأول كان من سيدنا خالد بن الوليد وهو عذر مقبول. والعذر الثاني هو عذر معظم أولاد هذا الجيل وشتان بين العذرين. عن القرآن الكرم أتحدث.

هل تعرفون من لقبه ذو الشهادتين؟ إنه الصحابي الجليل خُزَيمة بن ثابت الأَنصاريّ الأَوسِي رضي الله عنه وأرضاه. ولهذا اللقب قصة،ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استدان مبلغا من المال ثم ردّ المال لصاحبه،وبعد مدة جاء هذا الدائن ليطالب رسول الله بماله فأخبره أنه أعطاه إياه لكن هذا الدائن أنكر وطلب من رسول الله الشهود فلما حضر خزيمة شهد بأن رسول الله أعطاه المال،فقال له عليه الصلاة والسلام:كيف تشهد على شيء لم تحضره؟فأجابه خزيمة:يا رسول الله،أأصدّقك بخبر يأتيك من السّماء ولا أصدّقك في هذه؟ فقال له:شهادتك يا خزيمة بشهادة رجلين،وقال:من شهد له خزيمة فهو حسبه. وكُلّف زيد بن ثابت بالإشراف على جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه وكان زيد لا يقبل الآية إلا إذا كانت مكتوبة ويحفظها صحابيان على الأقل. وافتُقِدت آيتان من سورة التوبة ولم تكونا عند أحد إلا خزيمة فكتبهما زيد بحكم أن شهادته بشهادة رجلين كما قرر رسول الله. يا له من تكريم نبوي لهذا المؤمن الذي تشرّب الإيمان القوي من مدرسة النبوة! وهاتان الآيتان هما قوله تعالى: ﴿لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَ

للذكرى في مثل هذا اليوم وبالضبط في 20 مايو 1965 فقدت الجزائر أحد أبنائها المجاهدين بالقلم واللسان. كان إماما في العربية وبعد الاستقلال أم المسلمين في جامع كيتشاوة. قيل أنه لما زار الأزهر أحضر بعض المدعوين لسماع خطبته معاجم لترجمة ما لا يفهمونه منه ظنا أنه سيخطب بالفرنسية فكانت المفاجأة. إنه الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله.

من أخطائنا المتداولة قول المتحدث: سأشرح لكم هذه المسألة بالتفصيل الممل. إذا كان التفصيل مملا فلا حاجة لي به لأنه  يصرفني عن متابعته للنهاية. قولوا:التفصيل الضروري أو التفصيل الموضح أو التفصيل الدقيق....

كم كنت مرتاحا مع حواء يا  آدم! سيدنا آدم كان مرتاحا مع حواء. لم يسمع منها ما تقوله الكثير من النساء اليوم. - لا أحب أن أسكن مع أمك أو أبيك إذ لم يكن له أب ولا أم. - أنت تكلم النساء من ورائي،إذ لم تكن نساء وقتها غيرها. - يا ابن آدم،لأنه هو كان آدم. - أخوك يضرب الأولاد،إذ لم يكن له أخ. - أختك سحرتني،إذ لم تكن له أخت. - عمتك تحب المشاكل،إذ لم تكن له عمة. - خالتك تزورنا في كل مرة،إذ لم تكن له خالة. - عمك يرعى في أرضنا،إذ لم يكن له عم. - خالك اغتصب ميراث أمك،إذ لم يكن له خال. كم كنت مرتاحا مع حواء يا  آدم!

تعدد الزوجات ليس واجبا.

لولا أصدقائي ومتابعي الأوفياء لانسحبت فورا من فيسبوك. مللنا من فيديوهاتكم التافهة. أيعقل أن تعتبروا 40 تلميذا في قاعة نقمة و400 وأكثر في ڨراج نعمة؟! زد على ذلك الكلام بالدارجة المختلطة! شاهدت فيديو لأستاذ يقول لمتابعيه:تعالوا أعطيكم نقطة مجانية في دقيقة! مع وضع خط سميك تحت كلمة مجانية. أولا:لم يلتزم الأستاذ بشرط الوقت. ثانيا ارتكب خطأ فادحا. الجملة هي:إذا (الشباب أراد العلا) فعليه بالعلم والعمل وحسن الخلق. هو اعتبر ما بين قوسين مضافا إليه وهذا خطأ لأن ما بين القوسين جملتان لا جملة. الجملة الأولى:الشباب وهي جملة فعلية حذف فعلها وهي مضاف إليه بإضافة إذا إليها وإذا الظرفية الشرطية تضاف إلى الجمل الفعلية.والفعل المحذوف هو أراد بدليل ذكر هذا الفعل بعد الشباب وهو فعل مفسر للفعل المحذوف.وأصل التركيب:إذا أراد الشباب أراد العلا... الجملة الثانية:أراد الحياة وهي جملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب. والنتيجة هي أن هذا الأستاذ حرم متابعيه من نقطة بدل أن يكرمهم بها مجانية. اتقوا الله واتركوا هذه الاستعراضات المستفزة. والله ما يصلني من ملاحظات لمخز.

سؤال للتوانسة الذين يصلهم المنشور أو لمن يعرف الجواب من المتابعين. درسنا أن أبا القاسم الشابّي ولد في قرية الشابية (ولاية توزر) أي جنوب تونس. وعرفنا بعد ذلك أن مدينة تابعة لولاية المهدية اسمها الشابًة. السؤال هو أنه لما نسبنا للشابية قلنا:الشابّي بحذف التاء والياء فكيف ننسب للشابّة؟ وهذا السؤال يحيلني أيضا إلى إشكالية النسبة إلى النيجر ونيجيريا.

يستفزني الأستاذ الذي يطرح مشكلة ويشرحها بطريقة يدعي أنه هو الوحيد الذي يعرفها ويخترع قاعدة لو طبقناها لدا مشت معنا. أحدهم أراد أن يفهمنا بأن طريقته في التمييز بين الفعل اللازم والفعل المتعدي فريدة حيث إن الفعل المتعدي يقبل ضميرا متصلا بخلاف اللازم وذكر مثلا فقال:لا يصح أن نقول:رجعه بينما نقول:كلمه ولهذا الأول لازم والثاني متعد. ولما واجهته بقوله تعالى:﴿فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَاۤىِٕفَةࣲ مِّنۡهُمۡ ...﴾ [التوبة ٨٣] لم يجبني. وآخر ادعى أن الاستعارة التصريحية أصعب من المكنية وضرب مثلا لها بقول أبي ماضي:نسي الطين أنه طين،وزعم أن الإنسان مشبه محذوف والطين مشبه به،فقلت له:لا علاقة شبه بين الإنسان والطين،وعليك أن تحدد لي وجه الشبه بينهما،وأفهمته أن هذا مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان لأن الإنسان أصله طين. الرجاء اجتناب الإثارة فلا داعي لقول: أعطيكم قاعدة لا يعرفها أحد أو الإعراب بأسهل طريقة أو درس كذا بطريقة لم يسبق إليها أحد.