إحصائيات

زوار المحفظة

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

الطباق المجازي

من خلال متابعتي لأسئلة الزملاء والتعقيبات عليها لاحظت أن الكثير منهم يعتبرون أن بين الرجل والمرأة طباقا وكذلك بين السماء والأرض. أنا لا أرى في الحالتين طباقا إلا إذا قصدنا المعنى المجازي لهذه الكلمات كأن نقصد بالأرض الأسفل وبالسماء الأعلى .
في اللغة العربية يوجد ما يسمى الطباق المجازي والطباق الوهمي.
1-الطّباق المجازيّ مثل قوله تعالى:{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام:122
الحياة والموت ليسا بالمعنى الحقيقيّ بل هما بالمعنى المجازي وهو الضلال والهدى وهما متضادّان.
2- الطّباق الوهميّ (إيهام التضادّ)،وهو أن نجمع بين معنيين غير متقابلين نعبّر عنهما بلفظين يتقابل معناهما الحقيقيان،أي هو تضاد اللفظين في الظاهر واختلافهما في المعنى،مثل قول دعبل الخزاعيّ:
لا تعجَبي يا سَلْمُ من رجلٍ ... ضحِكَ المشيبُ برأسِه فبكى
فقد جمع الشاعر بين معنيين غير متقابلين تقابلا حقيقيّا،لأنّ المقصود بالضحك في البيت ليس هو ضدّ البكاء ولكنّه قصد المعنى المجازيّ لضحك وهو ظهرر الشيب،ويالرغم من هذا نقول:هذا طباق باعتبار أنّ المعنيين الحقيقيين لضحك وبكى متضادّان.
ملاحظة: حسب تجربتي أنا أجمع بين الكلمتين في جملة فيها عطف بالواو على أن يجمعهما حكم واحد فإن استقام المعنى فليس هذا الجمع بطباق مثل:الرجل والمرأة يشاركان في بناء المجتمع. ومثل قوله تعالى:فما بكت عليهم السماء والأرض.
أما إذا قلنا:هذا الرجل ميت وحي فلا يستقيم المعنى لذلك نقول إذا اجتمعت الكلمتان في حكم واحد فلا يكون لدينا طباق.
‏أكتوبر ١٨, ٢٠١٦ ٧:٤٢:٠٤ص‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا