إحصائيات

زوار المحفظة

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

الوضعيات الجزئية

استجابة لرغبة الكثير من الأصدقاء سألت صديقا لي وهو موجه تربوي عن الوضعيات الجزئية وهذا نص جوابه:
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
عيدك مبارك سعيد أخي الكريم .
ما ذكرته صحيح.هناك تنقاقضات و تعارضات كثيرة بين الدليل و المنهاج ، و الوثيقة المرافقة ، بل حتى في الدليل نفسه ، ومنها مثلا :هذه الملاحظة الواردة في الدليل ص52، فمن جهة ،تؤكد أن عدد النصوص الواجب اعتمادها في المقطع 4 نصوص ومن جهة أخرى تذكر أن على الأستاذ اعتماد نصين في المقطع والأصل الذي جاء به المؤلف أن يتم اعتماد 4 نصوص في المقطع،وهو الأسلم وألأحسن وما دعوة البعض إلى اختيار نص أو نصين إلا اجتهاد.
النصوص المقررة في الدليل نصوص في غاية الإيجاز و الثراء مقارنة بنصوص التعبير الشفوي التي كنا نتعامل معها سابقا وعليه من السهل التعامل معها جميعها في المقطع
و من زاوية أخرى سيكون للمتعلمين فرصة التجوال بين نصوص متنوعة،مما يدعم ويعزز مكتسباته و تعلماته على خلاف ما إذا اعتمد الأستاذ نصا واحدا أو نصين خلال مقطع بأكمله،ما سيؤدي إلى الملل و السأم.
فهل يعقل أن يستغرق الأستاذ مدة شهر كامل،وهو يناقش مضامين نص واحد حجمه لايزيد عن نصف الصفحة ؟!
و أصدقك الرأي أن المؤلف - مع تقديرنا لجهوده - لم يول الدليل ما يستحقه من اهتمام،هذا ما وقفنا عليه خلال ملتقى جيجل،فراح يسمح للكثيرين بإجراء تعديلات عليه،مع تعارضها في بعض الأحيان،فكانت النتيجة أن وصلنا مهلهلا متعارضا.
والرأي الصواب في نظري - كما ذكرته لأساتذة مقاطعتي و كثير من المفتشين الزملاء - أن يتم تبني أحد المنحيين الآتيين :
1- الوضعية الانطلاقية المشكلة الأم لابد أن تشتمل على إشكالية يرتجى حلها في الأسبوع الرابع و الأخير من المقطع،وقد تكون صياغتها :
1- شاملة وجامعة لكل تعلمات ميادين المقطع.( وضعية انطلاقية واحدة لكل مقطع،ترافق جميع الوضعيات الجزئية في جميع الميادين إلى أن نصل إلى حلها في نهاية المقطع) .
2- خاصة بكل ميدان من الميادين ( لكل ميدان وضعية انطلاقية تنبثق عنها 04 وضعيات جزئية،والمحصلة 03 حلول لثلاثة ميادين في نهاية المقطع .
كلا المنحيين - إن اتبعهما الأستاذ - يوصلان إلى تحقيق الكفاءة الشاملة في نهاية السنة أو الطور.و قد طلبت من الأساتذة تطبيق المنحى الأول لمدى سهولة تطبيقه.
و أما ما ذكرتموه بشأن تطرق الدليل إلى تطبيق أربع وضعيات جزئية في ساعة واحدة لنص واحد،فأراه صعب التحقيق، ومخالفا لما قيل لنا من قبل أعضاء اللجان المتخصصة للمادة في ملتقى تيارت (مارس2016) حيث إنهم ركزوا على ضرورة تناول وضعية جزئية واحدة كل أسبوع إلى نصل إلى الحل في الأسبوع الرابع .وهو ما جاء في الوثيقة المرافقة ص 16.
و لا أخفي عليك أيضا - مع تقديري لاجتهاد المؤلف - أنه لم يفقه جيّدا مدلول المنهاج والوثيقة المرافقة،ذلك أنه لم يكن حاضرا معنا خلال الملتقيات السابقة،فكان أن اختلفت طريقة التدريس بين الدليل والوثيقة المرافقة.
و أما عن قولك إنّ الكثير من الأساتذة وجدوا صعوبة في الانطلاق بالمنهاج الجديد،فهذا طبيعي و ليس بعجيب،فكل جديد مرهوب و مؤرّق،فالطريقة التي كنا نتبعها قديما كانت تبدو مؤرقة في بداياتها،وصارت بعد ذلك واضحة المعالم.وهو الأمر نفسه بالنسبة لمناهج الجيل الثاني.
و هناك حكمة قديمة تقول .. بأن لا جديد تحت الشمس.. وأن كل اختراع ما هو الا توليفة من الأفكار القديمة مركبة علي نمط مختلف.
و الحل : أن يعتمد الأستاذ - كما ذكرت سالفا - على وضعية انطلاقية واحدة شاملة لجميع ميادين المقطع ( فهم المنطوق - فهم المكتوب - إنتاج المكتوب) ليصل إلى حلها في الأسبوع الأخير منه مارّا على وضعية جزئية في كل أسبوع و لكل ميدان .
و مناقشة كل وضعية جزئية بمعية المتعلمين لابد أن يؤدي إلى إيجاد جزء من حل الوضعية الانطلاقية المشكلة الأم،ليتم تجميع و تجنيد الأجزاء كاملة في الوضعية الرابعة (وضعية الإدماج).
هذه تأملاتي و أفكاري فيما يتعلق بالطريقة السليمة التي ينبغي السير عليها لضمان النجاح في العملية التعليمية/التعلمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا