إحصائيات

زوار المحفظة

الاثنين، 28 أغسطس 2023

قاعدة الترك

قاعدة الترك (منقول من موقع السراج المنير)
س:هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صحابته لشيء حجة لتحريمه؟
ج:قاعدة الترك قاعدة باطلة ولا يحكم على شيء بالتحريم إلا بنص وقاعدة عدم فعل رسول الله وصحابته لشيء قاعدة ليست شرعية.
وإذا عرفنا الحرام نقول:هو ما طلب الشارع عدم فعله طلبا على وجه الإلزام والحرام يمدح تاركه ويثاب على تركه ويذم فاعله ويعاقب على فعله.
س:متى نعتبر عمل شيء ما محرما؟
ج:ننظر هل ورد تحريمه في نص من القرآن الكريم أو السنة النبوية؟ وإذا كان هذا الشيء مستحدثا ننظر هل حرمه العلماء أو لا ؟ مثل المخدرات فقد حرمها العلماء بالقياس إلى الخمر.
وإذا لم نجد نصا فذلك الشيء مباح يجوز فعله وتركه.
س:هل يوجد نص على أن الترك ليس قاعدة صحيحة؟
ج:قال تعالى: "وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" الحشر 7. لاحظوا قوله تعالى:وما نهاكم ولم يقل:ما تركه.والله ليس عاجزا أن يقول ذلك.
ومن السنة:"عن أبي هريرةَ قال : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : (أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا) َقَالَ رَجُلٌ : أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ سَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ) ثُمَّ قَالَ ( ذَرُونِي مَاتَرَكْتُكُمْ ،فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ . فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ،وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ).
لاحظوا أنه قال:( ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ) أي اتركوا سؤالي عما لم آمركم به أو أنهَكم عنه ؛لأن ذلك يدخل في الأمور المباحة التي لا أمر فيها ولا نهي، فإذا تطلب الأمر أمراً بينته أو نهياً بينته.
س:هل توجد أمور تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ج:ثالثها :قد ترك كثيراً من الأمور لا لحرمتها ؛وإنما لأمور اقتضت ذلك منها:
- تركُ هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعد إبراهيم عليه السلام
- تركُ إنفاق كنْزها في سبيل الله ليس لأنه حرام بل لأن قومه كانوا حديثي عهد بجاهلية .
- ترك أكل شيء معين ليس لأنه حرام ؛ بل لأن نفسه تعافه،أولأنه ليس من طعامه كترك أكل الضب.
- ترك صلاة التراويح مع الجماعة في شهر رمضان ليس لأنها لا تجوز بل خشية أن يفرضها الله على أمته فلا تستطيعها .
- تركه صلى الله عليه وسلم الانتصار لنفسه الكريمة؛ليس لأنه لا يجوز له الانتصار لها؛بل لأن العفو والصفح من كمال خلقه صلى الله عليه وسلم.
س:هل فعل الصحابة رضي الله عنهم أمورا تركها رسول الله؟
ج:نعم فقد فعلوا أمورا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها هو،ولم يأمر بها؛ولم ينه عنها وإنما كان ذلك اجتهاداً منهم منها:
- صلاة ركعتين بعد الوضوء وه\ا ما فعله سيدنا بلال رضي الله عنه.
- جَمْعُ القرآن الكريم في مصحف واحد
- جمع سيدنا عمر رضي الله عنه الناس في صلاة التراويح في رمضان على إمام واحد هو أُبَيُّ بن كعب رضي الله عنه.
- تنقيط المصحف وتشكيله.
- إنشاء ديوان الجند وبيت المال
- تدوين العلوم كالنحو والفقه وأصوله،وتجويد القرآن وتفسيره،وغيرها من العلوم وظهرت أشياء جديدة كالقهوة والشاي وغيرها،مما لم يكن معروفاً زمن النبوة،استنبط العلماء أحكامها من تلك القواعد والضوابط. ولم يقل أحد من العقلاء:إن أولئك العلماء قد زادوا في دين الله شيئاً،أو ابتدعوا شيئاً لم يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم
س:ما هي أسباب الترك؟
ج:من أسباب الترك:
أولا:العادة: كموضوع الضب في حديث سيدنا خالد ابن الوليد انه دخل على التبي صلى الله عليه وسلم ببيت ميمونة فاتي بضب محنوذ فاهوى اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقيل هو ضب يا رسول الله فرفع يده فقلت:أحرام هو يا رسول الله؟فقال (لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه)،قال خالد:فاجتررته فأكلته والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر.وهذا الحديث يدل على أمرين:
1-أن تركه للشىء ولو بعد الإقبال عليه لا يدل على تحريمه.
2-أن استقذار الشىء لا يدل على تحريمه أيضا.
ثانيا:أن يكون تركه نسيانا وقد سها صلى الله عليه وسلم في الصلاة فترك منها شيئا فسئل:هل حدث في الصلاة شىء؟ قال :(إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكّروني(.
ثالثا:أن يكون الترك مخافة أن يفرض كصلاة التراويح.
رابعا: أن يكون تركه لعدم التفكر فيه ولم يخطر في باله مثل إحداث المنبر له صلى الله عليه وسلم
خامسا: أن يكون تركه لدخوله في عموم الآيات أو الأحاديث كتركه الكثير من المندوبات لأنها مشمولة في قوله تعالى:(وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)الحج77
س:ما ذا نفعل؟
ج:علينا أن نلتزم بقوله تعالى:" وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ". النحل 116 ووقوله:" قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ" يونس 59 .
والخلاصة:نفهم مما سبق أن ترك رسول الله لشيء لا يعني حرمته ما لم يرد فيه نص يحرمه.
قال علماء الأصول: السنة هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته .. ولم يقولوا وتروكه (أي ما تركه ولم يفعله) ..
والترك ليس حكما شرعيا,ولا أثر له في التشريع (أي لا يعتبره العلماء شيئا مؤثرا في إثبات حكم شرعي معين لمسألة معينة).
إذن .. مجرد ترك النبي صلى الله عليه وسلم لشيء ما,لا يعتبر دليلا على تحريمه ..لكنه يفيد أن تركه جائز وفعله جائز..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا