إحصائيات

زوار المحفظة

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022

التذكير والتأنيث (جمع التكسير واسم الجمع)

التذكير والتأنيث (جمع التكسير واسم الجمع)
تأملوا هذه الآيات:
1- ﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَ رُسُلࣱ مِّن قَبۡلِكَ جَاۤءُو بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُنِیرِ﴾ [آل عمران ١٨٤]
2- ﴿وَإِن یُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلࣱ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ﴾ [فاطر ٤]
3- ﴿وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَیۡكُم بِوَكِیلࣲ﴾ [الأنعام ٦٦]
4- ﴿كَذَّبَتۡ قَوۡمُ نُوحٍ ٱلۡمُرۡسَلِینَ﴾ [الشعراء ١٠٥]
لاحظوا كلمة رسل فقد جاء الفعل كذب قبلها مذكرا في الآية الأولى ومؤنثا في الآية الثانية فما السبب؟
الجواب هو أن رسل جمع تكسير يذكر الفعل معه ويؤنث.هذا من الجانب النحوي أما من الجانب البلاغي فإن تذكير الفعل يدل على القلة وتأنيثه يدل على الكثرة من باب أن الزيادة في المبنى تؤدي إلى الزيادة في المعنى.
لاحظوا أن عدد الرسل في الآية الأولى قليل فقد ذكرت أنهم الرسل الذين أنزلت عليهم كتب سماوية وهم قليلون.
أما الآية الثانية فهي تقصد كل الرسل سواء كانت لهم كتب أو لم يكن لهم.
لاحظوا كلمة قوم فإنها اسم جمع ليس له مفرد من لفظه ولذلك جاء الفعل مذكرا في الآية الثالثة ومؤنثا في الآية الرابعة وهذا جائز من الجانب النحوي.
أما من الجانب البلاغي فإن المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم قليلون بالنسبة لغيره إذا في ظرف 23 سنة انتشر الإسلام في جزيرة العرب وبدأ ينتشر خارجها.
أما في الآية الرابعة فإن عدد المكذبين بسيدنا نوح كثير جدا إذ في ظرف تسعة قرون ونصف آمنوا به ثمانون بدليل قوله تعالى:﴿وَمَاۤ ءَامَنَ مَعَهُۥۤ إِلَّا قَلِیلࣱ﴾ [هود ٤٠]
والخلاصة أنه من الجانب النحوي يجوز تذكير الفعل وتأنيثه مع جمع التكسير واسم الجمع الذي لا مفرد له من لفظه.
أما من الجانب اللغوي فإن أردنا القلة أنقصنا التاء وإن أردنا الكثرة زدنا التاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا