اختلاف حول صيغة رقيب
كثر الضجيج حول كلمة رقيب وهي لا علاقة لها بالسؤال.
يكفي أن يعرف التلميذ اسم المكان واسم الإشارة واسم الفاعل والممنوع من الصرف ليدرك أن رقيب كلمة مدرجة كفخ فيتجنبها.
اقرأوا هذه الملاحظات لتعرفوا أن مسألة فعيل لا يستوعبها جيدا الكثير من الأساتذة ومنهم أنا وطلبة الجامعة فما بالكم بالتلاميذ.
في هذه الملاحظات رجحت كون رقيب صفة مشبهة أكثر من مرة وكونها للمبالغة أكثر من مرة لذلك نعتبر من يجيب بالطريقتين مصيبا أو نوفق بينهما فنقول:هي صفة مشبهة للمبالغة.
الأحسن ألا نشغل البال بما هو مختلف فيه حتى لا نشوش على أذهان أبنائنا وبناتنا وما سأذكره في التفاصيل إلا تلبية لمن يريدها من طلبة العلم والمهتمين باللغة العربية.
ها هي الملاحظات
فعيل وزن تشترك فيه الصفة المشبهة وصيغة المبالغة وللتمييز بينهما يرجى الاطلاع على الضوابط التالية:
1- الصفة المشبهة تصاغ من الفعل اللازم غالبا وصيغة المبالغة تصاغ من اللازم والمتعدي وصوغها من المتعدي أكثر.لذلك نرجح كون رقيب صيغة مبالغة لأن فعلها رقب متعد لأننا نقول رقَبه.
وعلى نفس الأساس تكون كلمة سمين صفة مشبهة لأن فعلها لازم سمُن.
2- صوغ الصفة المشبهة من وزن فعَل (المفتوح العين) قليل ومرجع ذلك السماع لا القياس.
3- صوغ الصفة المشبهة من وزن فعِل وفعُل قياسي مثل بخيل من بخِل وكريم من كرُم.
4- إذا دل وزن فعيل على معنى فاعل أو مُفاعل فهو صفة مشبهة وإلا فهو صيغة مبالغة.ولهذا نرجّح أن تكون رقيب اسم فاعل لأنه بمعنى راقب أو مراقب.
لاحظوا هذا المثال لتفهموا:الله بديع السماوات .
صيغة بديع إذا قصدنا بها أن الله أبدع السماوات إبداعا كثيرا فهي صيغة مبالغة وإذا قصدنا بها أن السموات بديعة فهي صفة مشبهة.
حسب المعنى الأول يكون التقدير:الله مبدع السموات إبداعا كثيرا.
وحسب المعنى الثاني يكون التقدير:الله سماواته بديعة.
5-إذا دلت صيغة فعيل على حدث ثابت فهي صفة مشبهة وإذا دلت على كثرة وقوع الفعل وتكراره فهما صيغة مبالغة.ولذلك نرجح كون رقيب صيغة مبالغة من كثرة المراقبة.
6-الصفة المشبهة ترفع فاعلا وصيغة المبالغة ترفع فاعلا أو ترفع فاعلا وتنصب مفعولا به حسب لزوم الفعل أو تعدّيه.وكلمة رقيب هنا مبتدأ لا عمل لها لذلك لا يمكم ترجيح شيء.
7-إذا ذكرت الصيغة وحدها فهي صيغة مبالغة وإذا ذكرت مع غيرها فهي صفة مشبهة فإذا قلنا: خالد رجل عظيم. (عظيم صيغة مبالغة)
وإذا قلنا: خالد رجل عظيم الشأن. (عظيم صفة مشبهة لأنها مضافة).وعلى هذا الأساس نرجح كون رقيب صفة مشبهة.
8-هناك من يعتبر أن صيغة المبالغة مثل الصفة المشبهة يصح الوصف بها لذلك سمّى وزن فعيل صفة مشبهة للمبالغة.وهذا أرجحه هنا لأن رقيب اسم ذات وهو موصوف بصفة هي عتيد.
9-إذا كانت صيغة فعيل من فعَل أو فعِل ننظر للفعل فإذا كان لازما نرجح الصفة المشبهة وإذا كان متعديا نرجح المبالغة ورقيب من فعل متعد (رقبه) لذلك نرجح كونها للمبالغة.
10-صيغة المبالغة هي محولة عن اسم فاعل مثل صوّام من صائم فإذا صيغ من الفعل وزنان (فاعل وفعيل) يكون وزن فاعل اسم فاعل ووزن فعيل صفة مشبهة أو صيغة مبالغة حسب المعيار التاسع.
11- إذا كان الفعل ليس له اسم فاعل فإن صيغة فعيل منه صفة مشبهة وبما أن رقب اسم الفاعل منه راقب فإننا نرجح كون رقيب صفة مشبهة.
12-إذا كانت صيغة فعيل بمعنى فاعل أو مُفاعل أو صفة مشبهة لحقته تاء التأنيث فنقول:رقيب ورقيبة ولهذا نرجح كون رقيب صفة مشبهة.
13- وإذا كانت صيغة فعيل بمعنى مفعول لا حاجة للتاء مع المؤنث فنقول:رجل جريح وامرأة جريح بمعنى مجروح ومجروحة إلا إذا اضطرنا السياق إلى ذلك عند الالتباس.
ما ذكرته عن فعيل ينطبق على فعول.
وأخيرا هل تريدون رأيي؟
رقيب هنا مبتدأ وهو موصوف بكلمة عتيد أفيعقل أن توصف الصفة بصفة؟
أنا لا أعتبر رقيب صفة ولا صيغة مبالغة لأنها تدل على ذات مثلها مثل طبيب وجرّاح ومفتش ومعلم.
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.