أسرة أم عائلة؟
أسرة أم
عائلة؟
كثيرا ما نسمع الناس يقولون:أنا من عائلة فلان أو من أسرة فلان وهذا خطأ وهذان
اللفظان لم يستعملهما الأولون للدلالة على هذا المعنى.
العائلة مؤنث العائل والعائل هو الفقير الذي لا يجد ما يعيل به أسرته.قال
تعالى:" ووجدك عائلا فأغنى" أي فقيرا.وقال أيضا:"وَإِنْ
خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ الله مِن فَضْلِهِ إِن
شَآءَ".أي فقرا
ولمّا عاب النقّاد على الكتّاب والمفكّرين استعمال لفظ العائلة انتقلوا إلى استمال
لفظ الأسرة فاستبدلوا خطأ بخطأ،لماذا؟
لأن لفظ الأسرة يعني عشيرة الرجل الذين يتقوّى بهم.قال تعالى:" نَّحْنُ
خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ".أي أحكمنا ومتّنا ربط مفاصلهم
بالأعصاب فالأسر (بفتح الهمزة) هو إحكام الرّبط ليكون قويا ومن هذا المعنى كان لفظ
الأسرة (بضم الهمزة).
قد يقول قائل:هل يوجد بديل للفظ الأسرة والعائلة؟ بالطبع نعم وقد ورد في القرآن
الكريم استعمال لفظي بيت وأهل بيت للدلالة على الزوجين أو الوالدين وأولادهما.قال
تعالى:" فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".والمقصود بالبيت لوط عليه
السلام وبناته باستثناء زوجته التي استبعدت من النجاة.وقال أيضا:" إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا".والمقصود هو رسول الله عليه
الصلاة والسلام وزوجاته وأولاده والموالي.
وقد يحتجّ محتجّ قائلا:لماذا نقول:أسرة المدرسة،أو أسرة البرنامج أو أسرة التحرير
في الصحيفة وأجيبه:هذه تسمية صحيحة لأن مفهوم الأسرة يظهر جليّا هنا حيث التعاون
بين أفراد كل جماعة فتكون لهم قوة على أداء العمل.
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.