إحصائيات

زوار المحفظة

الأحد، 12 سبتمبر 2021

من مواقف معن بن زائدة1

أهدر الخليفة العباسي المنصور دم رجل تآمر ضد دولته مع الخوارج، وخصص جائزة مائة ألف درهم لمن قبض عليه أو ساعد على ذلك.
وبينما الرجل يمشي في بغداد إذ برجل كوفي يمسك به ويقول: هذا بغية أمير المؤمنين،وفي هذه اللحظة يظهر معن فيستغيث به الرجل قائلا: أجرني أجارك الله، فقال معن للكوفي:ما شأنك وهذا؟ فقال له: إنه بغية أمير المؤمنين، فقال له: دعه، وقال لغلامه: انزل عن دابتك واحمل الرجل عليها، فصاح الكوفي وقال: حيل بيني وبين بغية أمير المؤمنين، فقال له معن: اذهب إلى أمير المؤمنين وأخبره أنه عندي، فأمر المنصور بإحضار معن في الساعة، فلما وصله أمر الخليفة دعا جميع أهل بيته ومواليه وأولاده وأقاربه وحاشيته وقال لهم: أقسم عليكم بأن لا يصل إلى هذا الرجل مكروه أبدًا وفيكم عين تطرف، ثم سار فدخل وسلم عليه فلم يرد عليه المنصور السلام،وقال له: يا معن أتتجرأ عليّ، قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: ونعم أيضًا، وقد اشتد غضبه، فقال معن: يا أمير المؤمنين كم من مرة تقدم في دولتكم بلائي وحسن عنائي، وكم من مرة خاطرت بدمي أفما رأيتموني أهلًا بأن يوهب لي رجل واحد استجار بي بين الناس؟ فمر بما شئت ها أنا بين يديك، فأطرق المنصور ساعة ثم رفع رأسه وقد سكن غضبه وقال له: قد أجرنا من أجرت يا معن، قفال له معن: إن رأى أمير المؤمنين أن يجمع بين الأجرين فيأمر له بصلة فيكون قد أحياه وأغناه، فقال المنصور: قد أمرنا له بخمسين ألف درهم، فقال له معن: إن صلات الخلفاء على قدر جنايات الرعية، وإن ذنب الرجل عظيم فأجذل صلته، قال: قد أمرنا له بمائة ألف درهم، فقال له معن: عجل بها يا أمير المؤمنين، فإن خير البر عاجله، فأمر له بتعجيلها، فحملها وانصرف وأتى منزله وقال للرجل: يا رجل خذ صلتك والحق بأهلك وإياك ومخالفة الخلفاء في أمورهم بعد هذه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا