الفرق بين إن وإذا الشرطيتين
قال تعالى:(فَإِذَا
جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ
سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ) الأعراف:13
1- (إن) لا تستعمل إلا مع المشكوك
فيه أو النادر وقوعه فلا يصح أن تقول:إن غربت الشمس أزرك. (لأن
غروب الشمس مؤكد)
أما (إذا) فتستعمل مع المعلوم والمشكوك فيه فيصح
أن تقول:إذا غربت الشمس أزورك،وتقول:إذا زرتني أكرمتك.
2- (إذا)
نستعملها حين يكون السبب (الشرط) الداخلة عليه راجح الوقوع،و(إن) نستعملها حين يكون
السبب (الشرط) الداخلة عليه غير مرجوح الوقوع.
مثال:إذا نجحت قدّمت لك هدية.
في هذه الحالة (هنا نرجح وقوع النجاح).
مثال:إن شفي
المجذوم أمنحك ما تريد. (في هذه الحالة لا يصح أن نقول:إذا شفي
المجذوم أمنحك ما تريد .(لأن شفاء المجذوم غير مؤكد).
3- (إن) حرف وإذا اسم (ظرف).
4- (إذا) تدخل
غالباً على لفظ الماضي لدلالة الماضي على رجحان وقوع الحدث أما (إن) فتدخل غالبا على المضارع لاحتمال الشك في وقوعه.
5- (إن) نستعملها كذلك إذا كان وقوع السبب (الشرط) وعدم وقوعه
متساويان،مثال:إن
زرتني أكرمْك،.في هذه الحالة وقوع الزيارة وعدم وقوعها متساويان وليس أحدهما مرجحا
على الآخر.
6- (إن) يكون ما بعدها
مجزوما أو في محل جزم و(إذا) يكون ما بعدها في
محل جر مضاف إليه.
7- البناء في (إذا) عارض لها لأن البناء في
الأسماء عارض والبناء في (إن) أصل.
سؤال:
كيف قيل (فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ) بـ إذا وتعريف الحسنة،و(وَإِن
تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) بـ إن وتنكير السيئة؟
- أجاب الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية قائلا:لأن
جنس الحسنة وقوعه كالواجب لكثرته واتساعه، وأما السيئة فلا تقع إلا في الندرة ولا
يقع إلا شيء منها.
- وقال الجرجاني:لأن وقوع الحسنة راجح،ووقوع السيئة مرجوح لكونه نادراً.
وقال غيرهما:في تعريف الحسنة وتنكير السيئة فن عجيب
من فنون علم المعاني،فقد عرف الحسنة وذكرها مع أداة التحقيق (إذا) لكثرة وقوعها،ونكّر
السيئة وأتى بها مع حرف الشك (إن) لندرتها.
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.