إحصائيات

زوار المحفظة

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

خالصة

كان لأمير المؤمنين هارون الرشيد جارية حسناء،كانت سمراء اللون خفيفة الروح جذابة تسمى " خالصة" وكان الرشيد قد أهداها عقدا جميلا وثمينا.
دخل أبو نواس على الخليفة وهو جالس عند خالصة فامتدحه بقصيدته النونية العصماء فلم يعره الرشيد أي اهتمام.
انصرف من حضرة أمير المؤمنين وهو حاقد على خالصة ولما انتهى إلى باب غرفتها الخاصة كتب على الباب:
لقد ضاع شعري على بابكم....كما ضاع عقد على خالصة
وصل الخبر غلى الرشيد فطلب إحضار الشاع ولما علم أبو نواس الغرض من هذا الطلب جاء حتى مر من ناحية الباب حيث كان قد كتب الشعر فمحى ذيل العين من الفعل ضاع فصار أول العين مثل الهمزة.
ودخل على أمير المؤمنين فلما رآه استشاط غضبا وصاح به ويحك يا أبا نواس ما هذا الذي كتبته على باب خالصة؟
فقال : وما هذا الذي تقوله عنه يا مولاي؟
أجاب: الشعر الذي هجوتني به.
فقال حاشا لله يا أمير المؤمنين أن يحصل مني ما تقول إنني يا مولاي مدحت وما هجوت وهيا بنا لنرى ما كتبت فقام الخليفة وهو يقول: تالله لئن لم يكن ما تقول فأنت مقتول ثم سار الخليفة وأبو نواس خلفه.
فلما وصل إلى الباب قرأ الشعر هكذا:
لقد ضاء شعري على بابكم....كما ضاء عقد على خالصة
فأعجب الخليفة بهذه البداهة وأمر له بألف دينار ذهبي فقال بعض من كان حاضر انه يا أمير المؤمنين قد قلب العين همزة فمسح ذيلها في الموضعين فقال قد عرفت ذلك ولأجل هذا قد كافأته...
‏أكتوبر ٠٨, ٢٠١٣ ١١:٠١:٥٨ص‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا