إحصائيات

زوار المحفظة

الأحد، 18 يونيو 2017

ملاحظات متابع بعين متجردة

 منشور منقول عن كنوز المعرفة (إبرهيم أنيس)
إلى الذين أبدوا تعاطفهم مع التلاميذ المقصيين من إجراء امتحان البكالوريا،و صبّوا جام غضبهم على رؤساء المراكز والأساتذة الحراس متهمين إياهم بالمحاباة و عدم تفعيل مبدأ تكافؤ الفرص بين المترشحين ، و نعتوهم بشتى النعوت بغير وجه حق ،
إلى هؤلاء أقول ، بالرغم من أني أب لابن مترشح للبكالوريا و لست رئيس مركز و لا حارسا،لكن بودي أن أطرح هذه الأسئلة كملاحظ ومتتبع لما يجري في مراكز امتحان البكالوريا أبطالها أبناؤنا و فلذات أكبادنا تجرّد معظمهم من مواصفات طالب العلم الذي ألفناه متخلقا مهتما مواضبا...
تمنيت قبل أن تكيلوا التهم لمؤطري الامتحانات أن أجد منكم من يحدثنا أو ينتقد هؤلاء المترشحين و أشباههم ممن جاءوا للتنزه وتمضية الوقت وخلق المشاكل داخل قاعات الامتحان .
إني شخصيا أتألم من منظر أبنائنا و هم يدخلون مراكز الامتحان في وقت متأخر و هيئة لا تتماشى و الآداب العامة : سراويل ممزقة ، ضيقة و قصيرة فوق الركبة تكشف جزءا من عوراتهم،سيقان مليئة بالشعر،أقدام تنتعل نعالا مكركرة،أعناق مشرئبة تلفها سلاسل متدلية، تسريحات شعر مختلفة الأشكال لا تمتّ بصلة مع ديننا و تقاليدنا، رؤوس توشحت بقبعات وضعت بالمقلوب،مساحيق ...
تراهم يتقدمون لإجراء امتحان مصيري بهذه الصورة من غير أن يمنعهم أحد أو يردعهم ، بل تجد رئيس المركز يوفر لهم كل ما من شأنه أن يضمن راحتهم و يدللهم كونهم أبناءنا قبل كل شيء ..و رغم أن الامتحان ينطلق على الساعة التاسعة إلا أن بعض المغامرين المتهاونين يتعمدون التأخر عن الموعد رغم كونهم يقطنون على بعد أمتار عن المركز ليصطدموا في النهاية بالمنع من دخولهم بسبب تعليمات رئيس المركز الذي يطبق بدوره تعليمات الوصاية،وعلى الرغم كذلك من تحذير المترشحين من استعمال وسائل الغش المختلفة إلا أن البعض منهم يصرّ على الغش بطريقة أو بأخرى، حتى اذا تم ضبطهم بالدليل و البرهان و تم إقصاؤهم،نسمع من هنا و هناك من يتعاطف معهم و يكيل التهم للمؤطرين مجانا،دون أن يتجرأ أحد منهم على انتقاد هؤلاء المترشحين المتهاونين و الظاهرين في هيئة تتقزز منها النفوس الشريفة،بل تمنيت أن يوبخوا أولياء امورهم على الإهمال الذي طال أبناءهم و الاستقالة المعنوية من تربيتهم وتوجيههم توجيها صحيحا،فكيف يرضى الوالدان أن يتركا ابنهما يجتاز الامتحان وهو على تلك الحال من اللامبالاة والعجرفة وتقليد الغير بصورة تجعل الشرفاء يدعون له و لأمثاله بالسوء بدلا من رحمة الوالدين.
و إن كان ذلك موضة كما يزعمون،فتبّا لهذه الموضة التي تجرّدنا من قيمنا الاجتماعية و الأخلاقية و الدينية ..
خلاصة القول من السهل أن نتحدث وينتقد بعضنا بعضا،لكن من الصعب أن ندرك الحقيقة كما هي و نضع اليد على الجرح بحثا عن العلاج.
إذا كان ربّ البيت للدف ضاربا***فلا تلومن الأبناء على الرقص
‏يونيو ١٨, ٢٠١٧ ٣:١٥:٥٦م‏
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا