إحصائيات

زوار المحفظة

الثلاثاء، 13 مارس 2012

اللي قراوا قراوا بكري واللي قراوا واش داروا!

قبل أن أعلق على العبارتين لا بد أن أشرحهما لمن لا يفهم اللهجة الجزائرية.
اللي قرا قرا بكري: المقصود حسب رأي من يؤمن بهذا القول هو أن طلب العلم كان مطلوبا ونافعا في الماضي لأنه كان وسيلة للحصول على وظيفة وكان ذلك متاحا بأبسط شهادة بخلاف وقتنا الحالي.
اللي قراوا واش داروا:المقصود حسب من يؤمن بهذا القول هو أن الذين طلبوا العلم وحصلوا على شهادات عليا لم تفدهم في شيء.
كنت مارا في شارع يحاذي المتوسطة التي كنت أشتغل فيها فسمعت تلميذا يقول لزملائه:اللي قرا قرا بكري! فرد عليه زميل له:واللي قراوا واش داروا؟
استفزني كلامهما فتوجهت إليهما معلقا:
قلت للأول :اللي قرا بكري قرا في ظروف أسوأ من ظروفكم من فقر وبعد مسافة عن مكان الدراسة ومدارس غير مهيأة كما ينبغي لاستقبال التلاميذ ومعلمين وأساتذة هم أيضا كانوا يعانون مما يعاني منه التلميذ.
رغم ذلك كان التلميذ يدرس والمعلم يتفانى في خدمته وكان الأولياء لا يبخلون بشيء من أجل تعليم أولادهم حتى ولو اضطروالبيع أعز ما يملكون.وكان التلميذ لا يفكر في العمل قبل أوانه وكان الأولياء يقدمون الدعم للمعلم والأستاذ وليس مثل اليوم يقدمونه للمحاكمة وقد يتعرض للضرب أمام تلاميذه.
وقلت للثاني:أنت قلت:اللي قراوا واشداروا؟ وأنا أقول لك:واللي ما قراوش واش داروا؟ فلم أتلق منه جوابا.
واستطردت قائلا:
يا أبنائي إن طلب العلم فريضة مثله مثل الصلاة والزكاة والحج والصيام فلا علاقة له بالحصول على عمل.
إن فاقد العلم لا يحسن صلاة ولا حجا ولاشيء آخر.
إن الكثير من المتعلمين حتى لا يحسنون التعامل مع منتجات الحضارة الحديثة كالنقال والحاسوب وجهاز استقبال القنوات الفضائية.
إن التاجر المتعلم ليس كالتاجر غيرالمتعلم في تنظيم بضاعته ومعاملته للزبناء.
إن الفلاح المتعلم ليس كالفلاح غير المتعلم في تنظيم مزرعته ومعاملته للحيوانات التي فيها.
ليس كل من يكسب رزقه حاصل على شهادة وليس بالضرورة من يحمل شهادة يريد الحصول على منصب عمل.
فرض الله علينا العلم لنعرفه حق المعرفة ولنؤدي رسالتنا في عبادته أحسن أداء.
إن العلم الصحيح والتحلي بحسن الخلق يسيران بنا على هدى فنبني بهما أسرا صالحة ونكون جيلا محصنا نافعا لنفسه وغيره، يحافظ على ىسلامة المجتمع ونظافة بيئته.
أما المال فيمكن لأي شخص اكتسابه بطريق شرعي أو بغيره ولا يشترط لذلك شهادة.
إن الكثير من الناس ضاعت حقوقهم بسبب جهلهم فهم يُمضون على وثائق تحكم عليهم بالإعدام أو بالتنازل عن أغلى ما يملكون بسبب أنهم لا يُحسنون القراءة.
اطلبوا العلم يا أبنائي لكونه غاية وليس لكونه وسيلة.

اتركوا ما لله لله.


كثر تداول الأخبار في الأيام الأخيرة عن شباب ينهون حياتهم بطريقة محزنة  لأنهم لم يحققوا ما كانوا يطمحون إليهم.
هذا يغامر بنفسه في أعماق البحر في رحلة مجهولة الوجهة والهدف وتختتم رحلته قبل وصوله إلى شاطىء الأمان.
وهذا يخنق نفسه لأنه لم يستطع الزواج بامرأة رأى أنها أنسب النساء له.
وهذا يرمي بنفسه من أعلى طابق لأنه فشل في الامتحان ظانا أن هذا رسوبه عنوان لحياة فاشلة.
وهذا يحرق نفسه لأنه لم يجد عملا.
أقول لشبابنا : الطموح يوجب علينا أن نحيا من أجله لا أن نقتل أنفسنا.
إن الإسلام لم يوجب علينا التضحية بالنفس إلا من أجل الدفاع عن الدين والأرض والعرض ولكنه حث على الصبر والمصابرة والمرابطة إذا اعترضتنا مصائب.
تسلحوا بقوة الإيمان والتوكل على الله والأمل وابتعدوا عن اليأس والقنوط والعجلة فكل ميسَّر لما خُلق له ورزقه على الله.
إن حل المشكلة ليس الهروب منها بل مواجهتها والصمود في وجهها واختيار أحسن السبل لمعالجتها.
لا نعتمد على غيرنا في حل مشاكلنا إلا في ما نحتاجه من مشورة لاستفادة من التجارب والخبرات.
أتمنى ألا نسمع من جديد عن هذه الأحداث المؤسفة الغريبة عن مجتمعنا والقادمة مع رياح الحضارة الغربية.

العمل يحرر الإنسان


اختصم رجلان فصار الغالب بغلبته سيدا والمهزوم بانهزامه عبدا.
السيد لا يعمل بل يكلف عبده بكل شيء فالعبد هو الذي يحرث الأرض ويزرعها وهو الذي يطبخ الطعام لسيده ويحضر له الأكل ويهيء له فراشه و.........
السيد فقد حريته وصار تحت رحمة العبد فهو لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ....حتى يقدم له عبده ما يحتاجه.
العبد بحراثته الأرض وزراعتها و....يسترجع حريته ويشعر أنه سيد بما يقدمه من خدمات لسيده وللناس.
السيد بهذا صار عبدا للعبد لعدم ممارسته أي نشاط ولاعتماده في كل شيء على عبده
.

العلم والمال

العلم أفضل من المال
المال نضعه في البنوك والخزائن ونحيطه بالحراس ورغم ذلك يمكن أن يُسرق أما العلم فلا نحرسه بل هو يحرسنا.
المال كلما أنفقنا منه نقُص والعلم كلما أنفقنا منه زاد ونما.
المال يفنى بموت صاحبه والعلم لا يفنى بل يبقى ولو مات صاحبه.
المال يمكن لأي شخص الحصول عليه بطرق شرعية أو غير شرعية أما العلم فليس كذلك.
المال قد يجلب لك الأعداء والعلم لا يجلب لك إلا من يحبونك.
العلم يتحكم في المال وحسن الخلق يوجه العلم.
العلم ينفع في الدنيا والآخرة أما المال فقد ينفع في الدنيا وقد يضر.
العلم فرض علينا القرآن أن نطلبه من المهد إلى اللحد أما المال فقد اعتبره من أسباب الفتن أحيانا.

ابحث(ي) هنا