رسالة إلى أمي

شعر : الأستاذ خليفة
لتأخذْ كتابي إلى من أحِبْ
إلى من لديها أطيبُ قلبْ
فيه سلامٌ وشوقٌ وحبْ
وفيه كلامٌ جميلٌ وعذبْ
وفيه عذابٌ يُثير الشُّجونْ
أتسأل عنها مَن تكونْ ؟
ومَن غيرُها أمِّي الحنونْ ؟
أمِّي التي بكاها
قلبي قبل العيونْ
اذهب سريعا وسلِّمْ عليها
وألْق جوابي بين يديها
وأخبرْها أنِّي في شوق إليها
لطول الغياب عن ناظريْها
لتأخذْ كتابي إلى مَن عليَّ
هواها وَجَبْ
إلى مَن حوتْني جنيناً ضعيفاً
ولم تُبْدِ أيَّ عَتَبْ
إلى من سقتني حليباً وعطفاً
ومنها رضعت فنونَ الأدبْ
إلى مَن تُلبِّي دون تردُّدٍ
كلَّ طلبْ
إلى مَن أفِرُّ إليها
إذا والدِي أبْدى الغضبْ
إلى من حبتْني مجاناً
ما لم تُوفّرْه بطونُ الكتبْ
إلى من تُعاني وتسهر ليلاً
لتُبعِد عنِّي أثار التَّعبْ
إلى كلِّ أمٍّ تهزُّ سريراً
لتنْمُوَ منه بذورُ النُّخَبْ
إليها سلامي وشكري
فعُذراَ وعذرا وماذا عساني
أقدِّم هدْياً ولست غنيًّا
سِوى كلماتٍ لعلَّها تُغْني
عنِ الذهبْ

تعليقات