مدير مختلف
بمناسبة يوم العمال أتحدث عن أحدهم الذي شاركني المشوار بصفته مديرا للمتوسطة.
في السنة الثانية من مشواري المهني
(1980/1979) عيّن في متوسطتنا مدير من المعذر (باتنة) وهو المرحوم احميدة بن ديب وبقي معنا سنوات عديدة إلى أن أحيل على التقاعد وقد كان مديرا مختلفا،فقد أحب مدينة يلل وأهلها ولحد الآن لا يزال الناس يسمون المتوسطة متوسطة الشاوي بالرغم من أنها حملت أربعة أسماء منذ تأسيسها وهي على الترتيب: الإعدادية الفلاحية وعبد الحميد بن باديس والمتوسطة القديمة وأخيرا (ماحي محمد).
من النقاط الإيجابية التي كانت عنده:
- كان يراعي في إعداد استعمال الزمن الأساتذة الذين يقيمون خارج المدينة التي فيها المتوسطة فكان يعفيهم من العمل في الساعة الأولى صباحا والساعة الأخيرة مساء.
- وكان إذا سمع وشاية من عامل ضد زميل له استدعى الضحية وواجهها بالواشي.
- وكان إذا أراد أستاذ تغيير ساعة مزعجة له سعى لتلبية طلبه في حدود المتاح.
- وكان إذا زار أستاذا يسأل فقط عن الوثائق المطلوبة ولا يتدخل في الدرس.
- وكان إذا حضر ولي تلميذ غاضبا يسعى للدفاع عن الأستاذ ولا يرتاح إلا إذا خرج الولي راضيا.
- وكان إذا غاب أستاذ ليس من عادته الغياب تغاضى عنه وطالبه بالتعويض.
- وكان لا يتعامل مع التلاميذ عن قرب وكان لكل مساعديه مهمتهم الخاصة،لذلك كان الجميع يحترمونه ويحبونه.
- وكان إذا أراد أستاذ تغيير المؤسسة لا يمانع ولو كان أحسن أستاذ.
- وكان جيبه ليس له فلم يتغيب عن المشاركة في التبرع لإقامة نشاط أو حفل تكريم أو مساعدة يتيم أو فقير.
- وكان يسعى لإعادة التلاميذ للتمدرس بعد فصلهم وكثير منهم نجح في دراسته.
نسأل الله أن يتولاه برحمته ويثيبه على ما قدم.
والخلاصة:
- الناس الذين أحبوا هذا المدير راعوا الاعتبار المهني البحت وليس لاعتبار آخر.
- الأستاذ الكفؤ الذي لا يتغيب إلا لضرورة لا ينبغي أن يحاسب مثل أستاذ مستهتر برسالته.
- تصرف المدير كان من باب التغافل الذكي الذي أعطى نتائج أفضل من المحاسبة الصارمة.
- تطبيق روح القانون أحيانا يفيد أكثر من تطبيق القانون.
- العامل الكفؤ إذا لم يستفد من التغافل الذكي يكون أمام خيارين:
أ- تغيير المؤسسة فتفقد مؤسسته عنصرا فعالا.
ب-أو يبقى وينتقم بطريقته فيتكاسل ويسبب متاعب لإدارتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.