إحصائيات

زوار المحفظة

الخميس، 15 أغسطس 2019

إِيَّاكِ أعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَة

إِيَّاكِ أعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَة.‏
مثل عربي يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد شيئا غيره.
أول من قال ذلك سَهْل بن مالك الفَزَاري،مر ببعض أحياء قبيلة طيء،فسأل عن سيد الحي،فقالت له أخته‏:‏ انْزِلْ في الرَّحْب والسَّعَة،فنزل فأكرمته ولاطفته،ثم خرجت من خِبائها فرآها أجْمَلَ أهل دهرها وأكملهم،وكانت عَقِيلَةَ قومِها وسيدة نسائها،فرقع في نفسه منها شيء، فجعل لا يَدْرِي كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك، فجلس بِفناء الخِباء يوماً وهي تسمع كلامه، فجعل ينشد ويقول‏:‏
يَا أخْتَ خَيْرِ الْبَدْوِ وَالْحَضَارَهْ * كَيْفَ تَرَيْنَ فِي فَتَى فَزَارَهْ
أصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَهْ * إيَّاكِ أعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَهْ
فلما سمعت قوله عرفت أنه إياها يعني،فقالت‏:‏ ماذا بِقَوْلِ ذي عقل أريب،ولا رأيٍ مصيب،ولا أنف نجيب، فأقِمْ ما أقَمْتَ مكرَّما ثم ارْتَحِلْ متى شئت مسلماً، ويقال أجابته نظماً فقالت‏:‏
إنِّي أقُولُ يَا فَتَى فَزَارَهْ * لاَ أبْتَغِي الزَّوْجَ وَلاَ الدَّعَارَهْ
وَلاَ فِرَاقَ أَهْلِ هذِي الْجَارَهْ * فَارْحَلْ إلىَ أهْلِكَ بِاسْتِخَارَهْ
فاسْتَحْيا الفتى وقال‏:‏ ما أردتُ منكرا واسوأتاه، قالت‏:‏ صدقْتَ، فكأنها اسْتَحْيَتْ من تسرُّعها إلى تُهمَته، فارتحل، فأتى النعمان فَحَبَاه وأكرمه، فلما رجع نزل على أخيها، فبينما هو مقيم عندهم تطلَّعت إليه نفسُها،وكان جميلا،فأرسلت إليه أنِ اخْطُبني إن كان لك إليَّ حاجة يوما من الدهر فإني سريعة إلى ما تريد، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه‏.‏
‏أغسطس ١٥, ٢٠١٩ ٩:١٠:١٦ص‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.

ابحث(ي) هنا