القاضي شريح وزوجته
القصة التي أحكيها في هذا المنشور ذات فائدة للمقبلين على الزواج والمقبلات بصرف النظر عن صحتها أو لا.
خطب القاضي شريح زينب بنت جرير التميمية ثم تذكر غلظة نساء بني تميم ففكر في التراجع قبل الدخول بها.
وأخيرا قرر أن يتم زواجه بها فإذا ما رأى منها ما يكره طلقها فيعذره الناس.
ولما زفت إليه دخل عليها وصلى ركعتين وسأل الله خيرها واستعاذ به من شرها،فلما سلم وجدها تصلي خلفه.
لما دنا منها خاطبته قائلة:"الحمدلله أحمده وأستعينه،وأصلي على محمد وآله؛ وبعد:
إني امرأةٌ غريبة عنك،لا عِلم لي بأخلاقك،فبيِّن لي ما تُحب فآتيه،وما تكره فأمتنع عنه..
وقد ملكتني فاصنع ما أمرك الله به:{إمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان}،أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك".
فقال لها شريح:
الحمدلله أحمده وأستعينه،وأصلي على النبي وآله وأسلم،وبعد:
فإنكِ قد قلتِ كلاماً إن تثبتي عليه يكن ذلك حظّكِ،وإن تدّعيه يكن حُجّة عليكِ،فإني أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا،وما رأيتِ من حسنة فانشريها،وما رأيتِ من سيئة فاستريها.
عاش القاضي مع زوجته زينب عشرين سنة لم يعتب عليها في شيء إلا مرة واحدة كان هو الظالم فيها.
قال يوما لجلسائه:كان لي جارٌ يضرب امرأته، فقلت شعرا:
رأيتُ رجالاً يضربون نساءهم
فشُلّت يميني حين أضرب زينبا
فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكب
إذا طلعت لم تُبدِ منهُنَّ كوكباً
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنك التعليق بشرط أن يكون تعليقك له علاقة بالمنشور وليس فيه إساءة.
لا ينشر التعليق إلا بعد موافقتي.