المشاركات

اتركوا ما لله لله.

كثر تداول الأخبار في الأيام الأخيرة عن شباب ينهون حياتهم بطريقة محزنة  لأنهم لم يحققوا ما كانوا يطمحون إليهم. هذا يغامر بنفسه في أعماق البحر في رحلة مجهولة الوجهة والهدف وتختتم رحلته قبل وصوله إلى شاطىء الأمان. وهذا يخنق نفسه لأنه لم يستطع الزواج بامرأة رأى أنها أنسب النساء له. وهذا يرمي بنفسه من أعلى طابق لأنه فشل في الامتحان ظانا أن هذا رسوبه عنوان لحياة فاشلة. وهذا يحرق نفسه لأنه لم يجد عملا. أقول لشبابنا : الطموح يوجب علينا أن نحيا من أجله لا أن نقتل أنفسنا. إن الإسلام لم يوجب علينا التضحية بالنفس إلا من أجل الدفاع عن الدين والأرض والعرض ولكنه حث على الصبر والمصابرة والمرابطة إذا اعترضتنا مصائب. تسلحوا بقوة الإيمان والتوكل على الله والأمل وابتعدوا عن اليأس والقنوط والعجلة فكل ميسَّر لما خُلق له ورزقه على الله. إن حل المشكلة ليس الهروب منها بل مواجهتها والصمود في وجهها واختيار أحسن السبل لمعالجتها. لا نعتمد على غيرنا في حل مشاكلنا إلا في ما نحتاجه من مشورة لاستفادة من التجارب والخبرات. أتمنى ألا نسمع من جديد عن هذه الأحداث المؤسفة الغريبة عن مجتمعنا والقادمة مع رياح الحضارة الغرب

العمل يحرر الإنسان

اختصم رجلان فصار الغالب بغلبته سيدا والمهزوم بانهزامه عبدا. السيد لا يعمل بل يكلف عبده بكل شيء فالعبد هو الذي يحرث الأرض ويزرعها وهو الذي يطبخ الطعام لسيده ويحضر له الأكل ويهيء له فراشه و......... السيد فقد حريته وصار تحت رحمة العبد فهو لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ....حتى يقدم له عبده ما يحتاجه. العبد بحراثته الأرض وزراعتها و....يسترجع حريته ويشعر أنه سيد بما يقدمه من خدمات لسيده وللناس. السيد بهذا صار عبدا للعبد لعدم ممارسته أي نشاط ولاعتماده في كل شيء على عبده .

العلم والمال

العلم أفضل من المال المال نضعه في البنوك والخزائن ونحيطه بالحراس ورغم ذلك يمكن أن يُسرق أما العلم فلا نحرسه بل هو يحرسنا. المال كلما أنفقنا منه نقُص والعلم كلما أنفقنا منه زاد ونما. المال يفنى بموت صاحبه والعلم لا يفنى بل يبقى ولو مات صاحبه. المال يمكن لأي شخص الحصول عليه بطرق شرعية أو غير شرعية أما العلم فليس كذلك. المال قد يجلب لك الأعداء والعلم لا يجلب لك إلا من يحبونك. العلم يتحكم في المال وحسن الخلق يوجه العلم. العلم ينفع في الدنيا والآخرة أما المال فقد ينفع في الدنيا وقد يضر. العلم فرض علينا القرآن أن نطلبه من المهد إلى اللحد أما المال فقد اعتبره من أسباب الفتن أحيانا.